إعداد الطيور للتلقيح

970

   

ان عملية التلقيح من العمليات الاساسية بنجاح أي مشروع لتربية الدواجن والفهم الكافي لشروط التلقيح المثالية هو حجر الاساس لنجاح أي لقاح يتم اجراءة او تطبيقة على القطيع.

يتم غالبا اعداد برامج اللقاح بشكل مسبق للقطيع وهذا يجعل برنامج التحصين يسير وفق مخطط واضح ومعد مسبقا, غير ان ظروف القطيع الصحية و الحالة العامة للقطيع قد تسبب خلل ببرنامج اللقاح والسبب في ذلك ان أي لقاح هو وسيلة للوصول الى حالة مناعية عالية ضد مرض محدد وهذا الهدف لا يمكن الوصول الية الا اذا كانت الطيور المراد تحصينها بحالة جيدة تسمح لها بالتعرض للقاح.

 

كما ان تحصين الطيور المريضة والمنهكة قد يؤدي الى نتائج عكسية للقطيع فبدلا من تحقيق المناعة الجيدة للطيور بعد عملية التلقيح سوف تضعف المناعة العامة للطيور تجاه الامراض الاخرى وخصوصا الانتهازية التي تنتظر الفرصة المناسبة لغزو انسجة الطائر.

 

سوف نتطرق بهذا المقال لبعض النقاط الاساسية واللازمة لاعداد الطيور للتلقيح بما يضمن الهدف الحقيقي وهو رفع مناعة الطيور المحصنة.

إعداد الطيور للتلقيح:

لا تلقح الحيوانات أو الطيور إلا إذا كانت في ظروف بيئية حسنة وحالة صحية جيدة. أما إذا كانت تعاني من سوء التغذية، أو من إصابة طفيلية شديدة، ومن انحراف في الصحة، أو إذا كانت تعيش ظروفاً جوية أو بيئية سيئة ، فيؤجل تلقيحها إلى وقت مناسب.

ذلك أن مثل هذه العوامل تسيء في ذاتها إلى الطيور وتؤدي إلى هبوط مقاومتها، فإذا لقح على الرغم من سوء ظروفه وحالته العامة فإن معاناته ستزداد سوءً وبالتالي فإن التلقيح لا يحقق أهدافه المفيدة بل ينعكس بآثار ضارة وسيئة.

 

وتتحرى الشروط الملائمة للتلقيح على النحو التالي:

أولاً: علائم الصحة المناسبة للتلقيح:

و تفحص الطيور قبل التلقيح فحصاً عاماً لتبين مدة استعدادها وقدرتها على تلقي اللقاح، وتعد مهيأة للتحصين إذا توفرت لديها الشروط التالية:

1- أن لا تبدي وهناً أو أعراضاً مرضية دالة على الإرهاق وسوء الصحة: كارتفاع درجة حرارتها عن معدلها الطبيعي [6]. كذلك ينبغي أن لا تكون الطيور أو الحيوانات المعدة للتلقيح هزيلة أو بادية الخمول ( خلافاً لوضعها المألوف)، أو مصابة بأحد الأمراض السارية أو الطفيلية. فمثل هذه الحيوانات المريضة تعالج أولاً، ومن ثم يجري تحصينها.

2- عند الحيوانات:  أن لا تكون متقدمة في الحمل، لأن الأنثى في هذه الحالة تكون مجهدة فيزيولوجياً  فإذا لقحت وهي كذلك فإن من المتوقع غالباً أن تجهض. أما الدواجن فينبغي ترتيب مواعيد مناسبة لتلقيحها، بحيث لا يؤثر ذلك على دورة إخصابها.

3-  إن يكون الحيوان أو الطيور قد بلغ عمراً ملائما لنوع اللقاح المراد إجراءه: بحيث تتمكن أجهزته المختصة من تكوين الأجسام المضادة اللازمة لحماية الجسم.

فالجهاز البطاني الشبكي لا يكون قادراً على مباشرة وظيفته المناعية هذه إلا عند بلوغ المواليد حداً معيناً من العمر يختلف حسب نوع الحيوان.

أما غدة المخرج  عند الدواجن، فإن لها أهمية كبيرة في تشكيل الأجسام المضادة لديها وتكون مهيأة للعمل في وقت مبكر بعد الفقس.

ولقد لوحظ هبوط المقاومة وتعطل تشكيل الأجسام المضادة لدى الدواجن التي تصاب غدة المخرج لديها، مما يؤكد دور هذه الغدة في إحداث المناعة.

 

و يذكر أن درجات الحرارة الطبيعية عند الحيوانات السالمة هي:

أنواع الحيوانات

درجات حرارتها الطبيعية بالمقياس المئوي

الأغنام

38.5-40

الماعز

38.5-40

الأبقار الفتية حتى عمر سنة

38.5-40

الأبقار التي تجاوزت السنة

37.5-39.5

الخيول والحمير

37.5-38.5

البغال

38.8-39

الدجاج

40.5-43

الكلاب

37.5-39

القطط

38-39.5

ثانياً: اثر البيئة في نجاح التحصين:

لا تساعد الظروف البيئية السيئة على نجاح التحصين ، لأنها تضعف مقاومة الطيور وتجعله غير كفؤ لتلقي اللقاح والتفاعل معه. فالإرهاق ، والطقس الرديء ، والمساكن العشوائية التي لاتراعى فيها قواعد الصحة، وإهمال التهوية، وانعدام التدفئة، وسوء الرعاية… كلها عوامل بيئية ممرضة تسيء إلى صحة الطيور وتنعكس بآثار ضارة عليها، وتؤدي إلى اضطرابات في وظائف الأعضاء وإحباط لنشاط الأجهزة المولدة للأجسام المضادة وعلى الأخص الجهاز البطاني الشبكي وغدة المخرج (Bursa of fabricius) عند الدواجن.

إن اللقاح لن يكون وحده كافياً للوقاية إذا لم تتوفر للطيور بيئة حسنة تؤمن له شروط استمرار بقائه ككائن حي.

لذلك ينبغي أن توجه العناية إلى تأمين ظروف بيئية مناسبة تضمن عدم إرهاق الطيور وحسن قيام أعضائها بوظائفها الفيزيولوجية. وينصح بعد إجراء التلقيح قبل التأكد من حسن صحة الطيور وجودة مقاومتها.

 

ثالثاً: أثر الغذاء و الماء:

للغذاء والماء أهمية كبرى في حفظ صحة الكائنات الحية جميعاً، وتوازن وظائفها الفيزيولوجية واستمرار بقائها. وهما مفيدان على الأخص في رفع قدرة جسم الإنسان والحيوان على مقاومة الأمراض, وقد وضعت أسس نظام الحياة هذه منذ النشأة الأولى على وجه الأرض. وفي القرآن الكريم عدة نصوص تلفت إلى ذلك:

  • فالماء عنصر أساسي في تركيب كل شيء حي.
  • و الماء ضروري لإنبات الزرع.
  • ثم أن الماء والزرع مخصصان لتغذية الإنسان والكائنات الحية وحفظ بقائها.

فإذا لم يحظ الكائن الحي بنصيب كاف من الغذاء والماء فإنه:

  • يضعف وتنخفض مقاومته، ولا تستطيع عضويته الاستمرار في أداء مهامها بصورة سوية.
  • تضطرب وظائف أعضائه ويصبح تنفيذها صعباً وشاقاً.

ثم أن تلقيح الطيور التي تعاني من الجوع أو العطش يزيد من حالتها سوءً لأن تفاعل الجسم مع اللقاح يحتاج إلى قدرة وهذه لا تتوفر على النحو المطلوب في حالات نقص التغذية والعطش، فلابد من تأمين هذين العنصرين الأساسيين أولاً ومن ثم مباشرة التلقيح.

 

رابعاً: أثر أخطاء الرعاية الصحية:

ينبغي أن تتم الرعاية الصحية البيطرية بإشراف الفنيين البيطريين، وحتى لا تؤدي الأخطاء الفنية البيطرية إلى نتائج سيئة.

فاستعمال المضادات الحيوية مثلاً على نحو مخالف للأصول الفنية يؤدي إلى تأثيرات سيئة على الجسم واللقاح، وقد يكون لذلك أثر في تثبيط تكوين الأجسام المضادة. كذلك فإن استعمال المطهرات مع اللقاح قد تؤدي إلى إتلافه فلا تتحصل منه أية فائدة.

ومن أخطاء الرعاية البيطرية أن تعطى الطيور جرعة لقاح أقل من الجرعة النظامية فلا يكون لها أي تأثير وقائي.

أو أن تعطى اللقاحات في ظروف غير مناسبة فتنشأ عن ذلك مضاعفات غير مستحسنة.

كذلك فإن تنظيم توقيت استعمال اللقاحات له أهمية كبيرة يعرفها الفنيون البيطريون المتخصصون دون غيرهم ، فإعطاء المضاد لمرض التهاب غدة المخرج [9] يؤدي إلى تأثر هذه الغدة التي تنتج الأجسام المضادة اللازمة للمناعة عند الدواجن وبالتالي فإن التلقيح ضد شبه طاعون الدجاج في نفس التوقيت الزمني لإعطاء اللقاح الأول يؤدي إلى آثار سلبية، ولابد من تنظيم توقيت إعطاء كل من اللقاحين وفقاً للأصول الفنية لضمان حصول الفائدة المرجوة.

 

إن أنسب الأعمار لبدء برامج التلقيح هي التالية :

أنواع الحيوانات

أعمارها الملائمة لبدء أول تلقيح

الأغنام و الماعز

بعد الشهر الثالث

الأبقار

بعد الشهر السادس

الحيوانات الفرسية

بعد الشهر السادس

الدواجن

من 1-3 أيام

الكلاب والقطط

بعد الشهر الثالث

 نلحظ في الأحوال الطبيعية تفاوت حرارة الحيوان خلال اليوم، فهي في الحدود الطبيعية الصغرى عند الصباح بينما تبلغ الحدود الطبيعية العظمى في المساء وتزداد بعد الطعام بساعات قليلة. وتهبط نتيجة تناول جرعات كبيرة من السوائل,. ونلاحظ ارتفاع الحرارة كذلك أثناء دورة الشبق (الهياج الحسي) وأثناء فترة الحمل، ومع ارتفاع حرارة الجو، وعند بذل جهد عضلي.

يتألف الجهاز البطاني الشبكي Reticulum edothehd system من مجموعة الأنسجة والأعضاء التي تنتج الأجسام المضادة في الجسم، ومنها الكبد ، نقي العظام ، الطحال.


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.