التهاب الحنجرة و الرغامى المعدي
التهاب الحنجرة و الرغامى المعدي (ILT) مرض فيروسي شديد السراية حاد أو تحت الحاد أو مزمن أو حتى كامن يصيب الدجاج و يتميز بصعوبات تنفسية و لهاث و عند التقشع يخرج قشع مدمى و تتوضع العدوى في الحنجرة و الرغامى والجفون.
من الممكن أن يشاهد المرض بعدة إشكال:
شكل معتدل
يلاحظ وجود افرازات عينية غزيرة من العين (التهاب الملتحمة) مع انتفاخ بالجيوب و خروج افرازات أنفية بشكل مستمر و من الممكن حدوث انخفاض بإنتاج البيض عند الدجاج البياض بمعدل 5- 15 % بدون أي تشوه بشكل البيضة أو بقشرة البيضة و يلاحظ على طيور التسمين انخفاض معدل التحويل الغذائي.
شكل شديد
تلاحظ سعلة شديدة ذات طبيعة خشنة و يتبع هذا السعال خروج افرازات مخاطية ممزوجة بالدم. حيث تكون الرغامى مغلقة بشكل جزئي بالإفرازات المخاطية و الدم لذلك فان الطيور تميل إلى مد الرقبة إلى الأمام عند السعال الشديد. قد يلاحظ أن الوجه أو المنقار أو الريش عند بعض الطيور يكون دموي. يتبع هذه الأعراض نفوق قد يصل 50-70 % بينما تكون نسبة النفوق الطبيعية بين 10-20 %. من الممكن أن يستمر المرض من 2 إلى 6 أسابيع و يعتبر من أطول الأمراض التنفسية بقاء بالقطيع عند الإصابة.
العامل المسبب لمرض التهاب الحنجرة و الرغامى
فيروس من مجموعة القوباء (Herpes Virus) حيث أن الفيروس شغوف بالأغشية المخاطية للمجاري التنفسية و الجيوب الرأسية و المجمع و الملتحمة في الطيور و يشكل داخل النواة أجساما احتوائية في الخلايا البطانية و تدعى أجسام سيفريد الاحتوائية. ينمو الفيروس في جنين البيض و في اليوم الثالث من الحقن تتشكل آفات بيضاء متنكرة على الغشاء المشيمي اللقانقي و التي تشبه تلك الآفات الناجمة عن حقن فيروسات الجدري . كما أنه يمكن أن نشاهد أجساما احتوائية إذا صبغنا مقطعا من هذا الغشاء و فحصناه مجهريا. تتراوح نسبة الإصابة عند ظهور المرض بالقطيع بين 50 إلى 100 %. بينما تتراوح نسبة الوفيات بين 10 إلى 20 % و قد تصل نسبة الوفيات ببعض الحالات إلى 70 %. تتم العدوى من خلال المجاري التنفسية العليا وملتحمة العين و من الممكن عن طرق الفم. تمتد فترة المرض حوالي 6 أسابيع (بعض المراجع من 3 إلى 4 أسابيع ونادرا 5 أو 6 أسابيع). يعتبر الفيروس شديد المقاومة بالوسط الخارجي ولكنه شديد الحساسية للمعقمات و المطهرات.
و الجدول التالي يوضح أهم أعراض الإصابة مع إيضاح لأهم نقاط الاختلاف بالأعراض بين الشكل المعتدل للإصابة و الشكل الشديد.
الشكل المعتدل |
الشكل الشديد |
التهاب ملتحمة (عيون مدمعه) |
سعال حاد شديد |
انتفاخ الجيوب |
افرازات دموية من المجاري التنفسية |
افرازات أنفية |
مد الرقبة |
انخفاض إنتاج البيض (البياض) |
صعوبة التنفس |
انخفاض التحويل الغذائي (الفروج) |
وفيات كبيرة قد تصل 50-70 % و بالحالات العادية 10-20 % |
|
على خلاف بقية الأمراض التنفسية الأخرى فان المرض يدوم من 2 إلى 6 أسابيع |
وبائية التهاب الحنجرة و الرغامى
-
تواجد المرض
يتواجد المرض في العديد من بلاد العالم أما في القطر العربي السوري فلم يثبت وجوده حتى الآن.
-
قابلية العدوى
لهذا الفيروس صفة التشخيص بالعائل فهو لا يصيب إلا الدجاج (بعض المراجع). و لكن وجد أن للفزان قابلية العدوى الطبيعية و التجريبية و كذلك الطاووس و الديك الرومي (الحبش) . و أكثر الأعمار قابلية للمرض ما بين 10 أسابيع وحتى عمر وضع البيض.
العوامل التي تزيد من احتمال ظهور و انتشار المرض في القطيع:
- النقل و الإجهاد الناتج عن النقل.
- أمراض النقص الغذائي.
- الإصابة بالطفيليات.
- عدم إتباع الشروط الصحية.
- الازدحام.
- التهوية السيئة و البرد.
قد يصاب الدجاج البياض و نادرا ما تصاب الصيصان .
-
طرق انتقال العدوى و انتشارها
تعتبر المجاري التنفسية العليا والعين, المداخل الرئيسية للعدوى الطبيعية وكذلك يمكن أن تحدث العدوى عن طريق الفم. ويتم انتقال المرض مباشرة من خلال المخالطة بين الطيور السليمة والمريضة أو الحاملة للمرض. أو بطرق غير مباشرة من خلال الأدوات والأقفاص الملوثة وغيرها. كذلك فان الزوار وعمال المزرعة والطيور الطليقة يمكن أن تنقل المرض آليا. وبعد الوباء فان الطيور التي تشفى تنشر المرض عندما تخالط طيور لها قابلية العدوى. كذلك فان الطيور التي تبقى حاملة للعدوى تظل تنشرها لمدة طويلة تصل إلى 16 شهرا بعد الوباء. لا ينتقل المرض من خلال البيض أو من الأمهات للصيصان.
الأعراض و سير المرض
في العدوى الطبيعية تتراوح مدة الحضانة ما بين 5-12 يوما بينما تكون في العدوى التجريبية ما بين 2-4 أيام. أما سير المرض فيتراوح ما بين 7-15 يوما ونادرا ما تزيد عن 21-27 يوما. إن شدة العدوى و سير المرض لا يعتمدان فقط على ضراوة عترة الفيروس أو مقاومة العائل و حالته المناعية و حالته العامة و لكن إذا ما كانت العدوى مترافقة بتعقيدات جرثومية أخرى أم لا و فيما إذا كان الطائر يعاني من العوامل المنهكة أم لا. أما الأعراض فهي كما يلي: تكون بداية المرض فجائية و يشمل القطيع كله في أيام قليلة . تبدأ الأعراض في الشكل الحاد بسيلانات أنفية و خراخر يتبعها سعال و لهاث و عطش و صعوبة شديدة في التنفس. عند الشهيق يفتح الطائر فمه و يمد رقبته اللي الأمام ليساعد على دخول الهواء الذي يسمع واضحا وفي الزفير يغلق الطائر عينيه ويميل برأسه إلى الأسفل (علامة مميزة للمرض يمكن أن يميزه عن الأمراض التنفسية الأخرى) و يتقشع الطائر فيخرج مخاط مدمى وهذه من الأعراض المميزة للمرض في شكله الحاد.
و يظهر على الطائر الإنهاك و احتقان الوجه و انتفاش الريش و يجلس الطائر و رأسه ممتدة على الأرض و في الحالات الشديدة قد يموت الطائر مختنقا في غضون يومين و قد تصل نسبة النفوق إلى 70%.
![]() |
الصورة رقم 1 : تبين الصورة طائر مصاب بمرض التهاب الحنجرة و الرغامى المعدي حيث يلاحظ على الطائر علامات صعوبة التنفس المتمثلة بمد الرقبة و الراس إلى الأمام و الأعلى مع فتح المنقار (اللهاث) حيث تلجئ الطيور المصابة إلى هذه الوضعية نتيجة لصعوبة التنفس بعد حدوث تجلطات في الممرات التنفسية للطائر و بشكل خاص الرغامى مما يشكل إعاقة و انغلاق جزئي للمرات التنفسية. |
أما في الحالات العادية فالطائر يموت في غضون أسبوعين نتيجة الإنهاك و الإرهاق الشديدين و لا تزيد نسبة النفوق عن 30 %.
![]() |
الصورة رقم 2 : الرغامى (القصبة الهوائية) لطائر مصاب بمرض التهاب الحنجرة و الرغامى المعدي حيث يلاحظ احتقان شديد و نزف في لمعة الرغامى مع تشكل لجلطات دموية و خثرات نتيجة لتراكم النزف الدموي مع الإفرازات و الخلايا المتوسفة في لمعة الرغامى و تشكل مثل هذه التخثرات يعيق تنفس الطائر و يسبب صعوبة التنفس. |
أما الشكل تحت الحاد أو المعتدل فيبدو على الطائر عدم الارتياح و يحدث انخفاض في إنتاج البيض (هذا الانخفاض أقل مما يحدث في حالات الإصابة بمرض النيوكاسل والتهاب القصبات المعدي) و تغرورق العينان و تلتهب الملتحمة التهابا نزفيا و تنتفخ الجيوب تحت الحجاجية و يكون هناك سيلان أنفي مستمر. و في هذا الشكل يصعب التفريق بين هذا المرض عن الأمراض التالية:
- مرض النيوكاسل.
- التهاب القصبات المعدي.
- المايكوبلازما ( مرض الأكياس الهوائية ).
- الزكام المعدي.
- و غيرها من الأمراض التنفسية.
و تكون نسبة النفوق في هذا الشكل من المرض منخفضة أقل من 5 %.
تشريحيا يتميز المرض بوجود التهاب في الحنجرة و الرغامى (يكون غالبا شديد) يترافق غالبا مع وجود نزف دموي في لمعة الرغامى و قد يلاحظ تشكل سدادات متجبنة.
التشخيص
التشخيص الحقلي: يعتمد التشخيص الحقلي على تاريخ الحالة ( بداية فجائية وارتفاع نسبة الإصابة ).
الأعراض المرضية ( أعراض تنفسية في معظم القطيع مع خروج قشع مدمم أثناء السعال, طريقة التنفس بمد الرقبة عند الشهيق وإغلاق العينين وخفض الرأس للأسفل ).
الصفة التشريحية ( وجود كتل مخاطية أو متجنبة مختلطة بالدم في الرغامى والبلعوم ).
كل ذلك يؤدي إلى تشخيص حقلي مبدئي.
التشخيص المخبري
بالفحص النسيجي المرضي لمقاطع من الرغامى و البلعوم في بدء الإصابة حيث نشاهد داخل النواة أجساما احتوائية تدعى أجسام سيفريد الاحتوائية (Seifried’s Inclasion Bodies) مع العلم بأن هذه الأجسام لا تشاهد بعد اليوم الرابع من العدوى.
الفحص الفيروسي: وذلك بحقن أجنحة بيض الدجاج بعمر 9-12 يوما بمستحلب من الأنسجة المصابة معامل ضد الجراثيم والفطور فتطهر بعد ثلاثة أيام بقع بيضاء متنكرة على الغشاء المشيمي اللقانقي.
الاختبارات المصلية: يمكن أن يتم التشخيص بإجراء اختبارات التعادل المصلي و كذلك بإجراء اختبار الترسيب في الآجار الهلامي.
الوقاية و المعالجة
كسائر الأمراض الفيروسية لا يوجد لهذا المرض علاج. و لكن إذا اكتشف المرض مبكرا و تم تحصين الطيور غير المصابة يمكن منحها حماية فعالة.
عند ظهور الإصابة تتبع الإجراءات التالية:
- تعزل الطيور التي تظهر عليها الإصابة و تذبح فورا و يحذر من بيعها حية و في المزارع الصغيرة يستحسن ذبح كامل القطيع و تطهير المزرعة جيدا.
- تحصن الطيور باللقاح الخاص بالمرض و يبدأ بتحصين القطعان السليمة البعيدة عن مكان الإصابة و ينتهي التحصين بالقطيع المصاب.
- الطيور الناقهة من المرض تبقى حاملة للعدوى و لذا يحذر من تربية قطعان جديدة قبل التخلص نهائيا من هذا القطيع و هنا تظهر أهمية إتباع نظام تربية الجيل الواحد في المزرعة الواحدة.
- في الدفعات التالية يجب تحصين القطعان في عمر 8-12 أسبوعا
- يجب ألا يشتري أو ينقل أي قطيع إلى المزرعة ما لم يكن قد مضى على تحصيه أكثر من شهرين وذلك لأن الطيور الملقحة تفرز الفيروس الذي يمكن أن يكون مصدرا للعدوى.
ولهذا لا ينصح بالتحصين في المناطق التي لا يتواجد فيها المرض أو في المناطق التي لم يحصل بها إصابات سابقة من عدة سنوات .
برنامج و طريقة التلقيح
هناك نوعان من اللقاحات يمكن استعمالها في تحصين قطعان الدجاج و هي:
1- لقاح ضاري.
2- لقاح مضعف.
اللقاح الضاري: يستعمل عن طريق مخاطبة المجمع بإحدى الطريقتين التاليتين:
1- عن طريق المجمع: تغطس فرشاة في محلول اللقاح و تدعك على الجزء العلوي و الظاهر من مخاطية المجمع.
2- طريقة التقطير: حيث يقطر اللقاح على الجزء الظاهر من الغشاء المخاطي للمجمع و تجب في كلتا الطريقتين فحص الطيور الملقحة بعد 4-5 أيام لمعرفة تفاعل اللقاح حيث يعرف التفاعل الإيجابي بتوذم و انتباج شفه المجمع و حدوث التهاب رشحي أو فيبريني أو نزفي الغشاء المخاطي الملقح. فالطيور التي لا تظهر عليها التفاعل يجب إعادة تحصينها. و الطيور المحصنة بهذه الطريقة تبدأ مناعتها في اليوم التاسع بعد التلقيح و تسمر المناعة \9\ أشهر أو أكثر. و يمكن إعطاء جرعة داعمة من اللقاح بعد التلقيح الأول بفترة تتراوح ما بين 6-8 أسابيع ويعتبر هذا اللقاح وهذه الطرق أنجع سبيل في التحصين ضد هذا المرض.
اللقاحات المضعفة : و تستعمل بطريقة التقطير على الملتحمة و ذلك بتقطير نقطة واحدة في كيس الملتحمة و يكون هذا اللقاح إيجابيا حيث تنتفخ العين و تغلق الجفون في فترة 5-7 أيام
عن طريق ماء الشرب: اثبت الأبحاث الجارية حديثا أن التلقيح عن طريق ماء الشرب يعطي مناعة مقبولة ولا تزال هذه الوسيلة قيد البحث والتقصي.