التهاب كيس المح
يعتبر التهاب كيس المح في الصيصان حديثة الفقس خلال الايام (3-7) الاولى من العمر من المشكلات الحقلية الواسعة الانتشار حيث يمكن مشاهدتها في الكثير من الحالات. فمن المعروف ان الامتصاص الطبيعي لكيس المح يحدث خلال 3 ايام تقريبا من عمر الصوص و ذلك في الحالات الطبيعية التي لا يحدث فيها التهاب لهذا الكيس.
ان كيس المح هو المصدر الغذائي الطبيعي للصيصان و لكن لظروف معينة قد يحدث تأخر في امتصاصه لاسباب عديدة مما يمهد لظهور ما يعرف بالتهاب كيس المح في الصيصان.
التهاب كيس المح هي حالة شائعة الحدوث في تربية الدواجن و بشكل خاص في تربية دجاج اللحم و يعود المسبب الرئيس لحالة التهاب كيس المح و التهاب السرة الى عدم اتباع اجراءات الامن الحيوي في معامل التفريخ بشكل مثالي حيث ينتج عن تلوث كيس المح بأحد العوامل الجرثومية الى حدوث حالة التهابية في الكيس مما يعيق امتصاصه خلال الايام الثلاثة الاولى من عمر الصوص حيث يجب ان يكون كيس المح قد امتص و على العكس من ذلك يتحول كيس المح الى بؤرة جرثومية تنتهي بنفوق الصوص المصاب.
هنالك العديد من الجراثيم التي قد تسبب التهاب كيس المح و منها جراثيم الايكولاي او جراثيم المكورات العنقودية او البسودموناس و في بعض الحالات من الممكن ان تكون الاصابة ناتجة عن جراثيم السالمونيلا و ذلك عندما تكون الامهات مصابة بالسالمونيلا.
و ترجع اسباب التهاب كيس المح الى :
- جمع البيض و تفريخه من امهات مريضة حاملة للإصابة الجرثومية و بشكل خاص الامهات الحاملة للسالمونيلا.
- تفريخ بيض الارضيات: و هو بيض الامهات التي يتم وضعة في ارض الحظيرة حيث تميز هذا البيض بنسبة تلوث جرثومي عالية و خصوصا اذا كانت الارضية في الحظيرة ذات رطوبة مرتفعة حيث تلتصق مكونات الفرشة و الزرق على القشرة لفترات طويلة يسهل خلالها انتقال الجراثيم الى البيضة.
- عدم جمع البيض بشكل منتظم في حظائر الامهات مما يزيد من احتمال تلوث قشرة البيضة بالميكروبات المختلفة.
- عدم حفظ البيض المعد للتفريخ في شروط الحفظ المثالية قبل إدخاله الى غرف التفريخ مما يساعد الجراثيم على النمو و التكاثر بشكل افضل و اكبر و خصوصا خلال الفصول الدافئة حيث تتوافر الظروف المثالية من حرارة و رطوبة و مواد مغذية تسهم في خلق وسط مناسب لتكاثر الجراثيم.
- عدم تعقيم البيض قبل البدء بعملية التحضين (في صالات التبخير) او اثناء الادخال الى غرف التحضين (تبخير بالمحتويات).
- عدم الاهتمام بنظافة و تعقيم غرف التفريخ و رفوف البيض و بقية الاجزاء في المفرخ و التي هي في حالة تلوث دائم و مستمر بالجراثيم المختلفة خلال دورات التفريخ و الفقس المتعاقبة و ذلك لان درجات حرارة تحضين البيض هي نفسه الدرجات المثالية لنمو و تكاثر الجراثيم و خصوصا بوجود الرطوبة و مكونات البيض التي تعتبر مواد مغذي عالية القيمة للجراثيم.
- استخدام اقفاص نقل ملوثة (أقفاص نقل الصيصان) من دفعات سابقة بدون نزع الارضيات الورقية و غسل هذه الصناديق و تعقيمها.
- نقل الصيصان في سيارات النقل في ظروف غير مثالية من حرارة و رطوبة.
- تحضين الصيصان (في المزرعة) في ظروف غير مثالية مثل انخفاض درجات الحرارة عن الدرجات المطلوبة خلال الايام الاولى او استخدام فرشة رقيقة في التحضين خلال الفصول الباردة حيث تكون مثل هذه الفرشة غير كافية لعزل الصيصان عن برودة الارضية و بالتالي اصابة الصيصان بالبرد و توقف القدرة على هضم و امتصاص كيس المح.
- عدم الاهتمام بتدفئة الحظيرة قبل وصول الصيصان بفترة كافية كي تاخذ الفرشة و الارضية و الجدران و بقية مكونات الحظيرة درجة الحرارة نفسها المطلوبة للتحضين.
- سوء استخدام و اختيار المضادات الحيوية المخصصة للتنزيل او سوء استخدام الجرعات.
حرارة الفرشة (نشارة – تبن) و أهميتها في تجنب التهاب كيس المح
في كثير من الاحيان يشكو المربين من تجمع للصيصان على بعضها او حول مصدر التدفئة على الرغم من ان درجة حرارة الحظيرة مثالية وفق المطلوب خلال الايام الاولى من التحضين و بشكل خاص خلال فصل الشتاء و في الواقع لا يتبادر الى الذهن هنا درجة حرارة الفرشة التي و درجة حرارة ارضية الحظيرة لأنها العامل الاهم في الحفاظ على درجة حرارة الصوص ومنع انتقال البرد الى الصوص من خلالها.
ان انتقال البرودة من خلال ارضية الحظيرة الى الصيصان يعني فشل عملية التحضين و لابد هنا من الانتباه الى زيادة سماكة الفرشة لدرجة تسمح بعزل الصوص عن الارضية بشكل كامل و بحيث تأخذ الطبقات العلوية من الفرشة حرارة الحظيرة.
و تساعد السماكة في تقليل التبادل الحراري مع ارضية المزرعة. ويمكن الحكم على حسن سير التحضين من خلال سلوك الصيصان حيث تميل الصيصان الى التجمع في حالات التحضين السيء و يقل نشاطها و لا تسحب كميات جيدة من العلف خلال الساعات الاولى بينما تكون الصيصان في حالات التحضين الناجح نشطة و متيقظة و سريعة الحركة و التحرك ضمن الحظيرة تنتقل من مكان لأخر و تميل لتناول الاعلاف و شرب كميات من الماء خلال الساعات الاولى من التنزيل.
التأكد من تناول الاعلف و الماء خلال الساعات الاولى من عمر الصوص
فحص الصيصان للتأكد من تناول الاعلاف و الماء خلال الساعات الاولى امر ضروري و يجب ان يتم امساك عينات عشوائية من الصيصان و فحص امتلاء الحوصلة بالأعلاف و الماء خلال الساعات الاولى من التحضين للتأكد من جودة التحضين و جودة الصيصان و خلوها من عيوب التفريخ و النقل. اذا لوحظ ان نسبة كبيرة من الصيصان لم تتناول الاعلاف فيجب البحث عن السبب في ذلك و الاخذ بعين الاعتبار الى امكانية وجود مشكلة في التحضين او مشاكل سابقة في التفريخ و النقل و بالتالي اخذ الحيطة و مراقبة سلوك الطيور وتوزعها في ارض التحضين و تشريح النافق منها.
عند ظهور التهاب في كيس المح لابد من البدء بمعالجة قوية و فعالة مع العلم ان الطيور التي اصيبت قد لا تتعافى و مصيرها النفوق و ان تعافت فستبقى معلولة و صغيرة الحجم و لا تعطي التحويل المثالي (ردش او دبش). و لذلك تعتبر الوقاية السبيل الوحيد لتجنب الخسائر المحتملة لظهور التهاب كيس المح في القطيع.
الوقاية من التهاب كيس المح
- اختيار الصيصان من مورد موثوق : لان 95% من حالات التهاب كيس المح مصدرها المفقس.
- التقليل من اجهاد الصيصان قدر المستطاع بعد الفقس و في حال وصول الصيصان مجهدة فباشر بتقديم كهارل للتخفيف من اثر الاجهاد و تنشيط الصيصان و التقليل من احتمالية التجفاف.
- البدء بمعالجة (تنزيل) مثالية تتناسب مع احتمال ظهور التهاب في كيس المح و بالتالي اختيار مضادات حيوية ذات طيف واسع يشمل احتمال وجود التهاب في كيس المح.
- المحافظة على شروط تحضين مثالية من حرارة و رطوبة.
- التأكد من سماكة الفرشة تحت الصيصان و التأكد من حرارتها و عزلها الجيد.
- تجنب تعرض الصيصان للبرد (الجو او من الارضية).
- التأكد من تناول الصيصان للعلف خلال الساعات الاولى من التحضين.