التهوية في مزارع الدواجن

16٬253

تختلف عملية التهوية و كمية الهواء اللازم تأمينها للطيور باختلاف نوع الحظيرة (مغلقة ام مفتوحة) و مساحتها و فصل السنة و نظام التربية (أرضية أم في الاقفاص). و تهدف عملية التهوية الى تجديد هواء الحظيرة المحمل بالغازات الضارة الناتجة عن عملية التنفس و تحلل الفرشة و الزرق مثل غاز ثاني اوكسيد الكربون و النشادر و غاز كبريت الهيدروجين.

 

و تزداد معدلات التهوية و الحاجة للهواء النقي في المناطق الحارة الرطبة و تنخفض في المناطق الباردة. و لابد من الموازنة بين الاحتياجات الهوائية و معدلات التهوية اللازمة لتامين الهواء المطلوب من جهة وعدم تبريد الحظيرة و احداث تيارات هوائية باردة داخل الحظيرة من جهة ثانية.

 

و على العموم تزداد معدلات التهوية صيفا و تنخفض شتاءا كما تزداد مع ارتفاع محتوى الرطوبة الداخلية و زيادة كثافة التربية و الوزن الحي و لعملية تجديد الهواء بالكمية الكافية تأثيرا في الانتاج و الصحة العامة.

 

حساب كمية الهواء اللازمة

تقدر كمية الاوكسجين التي يحتاج اليها الطير بنحو 750سم3 /كغ وزن حي / ساعة أما كمية الهواء النقي اللازمة فتقدر بنحو 3.5 م3 / هواء / كغ وزن حي / ساعة و تزداد او تنقص بمقدار 1 لكل من المناطق الباردة و المناطق الحارة.

و تتباين كمية الهواء النقي تبعا لنوع الطيور ووجهتها الانتاجية على النحو التالي:

–  5.1 م3 هواء / طير / سا لهجن الدجاج البياض الخفيفة الوزن.

–  6.8 م3 هواء / طير / سا لهجن الدجاج البياض المتوسط الوزن.

–  8.5 م3 هواء / طير / سا لهجن الدجاج البياض الثقيلة الوزن.

–  6.8 م3 هواء / طير / سا للفراخ حتى عمر ثلاثة اسابيع.

–  7.1 م3 هواء / طير / سا للفراخ بعد عمر ثلاثة اسابيع حتى بداية الانتاج.

 

و تختلف طريقة حساب معدل التهوية و ذلك حسب الهدف من عملية التهوية, اذ تهدف الى التخلص من الحرارة و الرطوبة و الغازات الضارة التي يطرحها الطير في الحظيرة و المبينة في الجدول التالي:

 

جدول رقم 1 : يبين ما يطرحه الطير من الحرارة و الرطوبة و غاز ثاني اوكسيد الكربون في الحظيرة.

فروج الدجاج البياض

الوزن الحي

1.5 2.2 2 1.8
9.9 10.2 9.7 9.3 الحرارة

 

Kcal / طير / سا

6.3 7 6.5 6 بخار الماء غ / طير / سا
1.1 1.5 1.43 1.36 غاز ثاني اكسيد الكربون / طير / سا

 

 

طرائق التهوية العملية

اولا. تهوية الحظائر المفتوحة

تتأثر عملية تهوية الحظائر المفتوحة بسرعة الرياح بالدرجة الاولى, و من أجل ضمان تهوية جيدة و كافية يجب أن يكون اتجاه الحظيرة متعامدا مع اتجاه الريح السائدة في المنطقة مما يسهل دخول الهواء من أحد الجانبيين و اختلاطه بالهواء الفاسد و تشبعه بالرطوبة و خروجه من الطرف الاخر.

و يتحدد ارتفاع النوافذ أو الفتحات الطولية الجانبية بناء على درجات الحرارة القصوى في الفصل الحار و سرعة الرياح و عرض الحظيرة, اذ يمكن أن تفتح النوافذ على ارتفاع 1-1.5 م من سطح الارض.

و يتم رفع الستارة الجانبية أو فتح النوافذ حسب الحاجة لتبديل الهواء و قد يكتفى برفع الستائر من طرف واحد اذا كانت الرياح شديدة و يتوقف عرض الحظيرة المفتوحة (8-12 م) على مدى درجة الحرارة صيفا, اذ يقل عرض الحظيرة مع زيادة احتمال تعرض الحظيرة لموجات الحر الشديدة, و يسهم في تخفيف وطأة الحر ارتفاع سقف الحظيرة (4-6 م) و انشاء فتحات تهوية في السقف في مواجهة الريح حيث تسمح بدخول الهواء و خروجة حسب الحاجة. و تصمم هذه الفتحات السقفية بحيث لا تسمح لأشعة الشمس بالدخول و امكانية التحكم في فتحها و اغلاقها.

و قد تتعرض الدواجن في المناطق المعتدلة لموجات من الحر الشديد التي تسبب خسائر كبيرة, اذ قد ترتفع نسبة النفوق الى 40-50 % خلال يومين الى ثلاثة ايام من الحر الشديد و في هذه الحالة هنالك اجراءات اضافية يمكن القيام بها للتخفيف من اثر الحر و هي:

– توفير ماء الشرب الطازج بشكل مستمر, اذ قد ترتفع درجة حرارة الماء الموجود في الخزانات الخارجية الى درجة كبيرة بحيث تصبح غير مستساغة.

– رش سقف الحظيرة بالماء باستعمال رشاشات دائرية كما هو الحال في طريقة الري بالرذاذ.

– رش المنطقة الفاصلة بين الحظائر بنفس الطريقة السابقة.

– استخدام رشاشات الضباب في الحظائر التي تقوم برش الماء على صورة رذاذ يلطف جو الحظيرة و ينعش الطيور , ان تحول الرذاذ الى بخار يستهلك كمية كبيرة من الحرارة الفائضة في جسم الطير.

و يجب الانتباه الى زياده معدل التهوية بعد استعمال الرشاشات الضبابية لتجنب ارتفاع الرطوبة داخل الخظيرة. و في طريقة مشابهة قد يستخدم المربون رشاشات مياه عادية لفترات قصيرة داخل الحظيرة.

 

ثانيا. تهوية الحظائئر المغلقة

تتم تهوية الحظائر في الاحوال الطبيعية اصطناعيا و بشكل الي تماما و تصمم أنظمة تهوية تضمن التوزيع المتجانس للهواء النقي و التخلص من اكبر قدر ممكن من الغازات الضارة و الحرارة الفائضة و عدم تشكيل تيارات هوائية في حيز معيشة الطير. و من اجل ضمان عمل مراوح السحب و الدفع بكفاءة عالية يجب ان يكون اتجاه الحظيرة الطولي موازيا لاتجاه الرياح و يفضل ان لا يزيد عرض الحظيرة عن 12 م و أن لا يزيد ارتفاعها عن 3 م و ان يكون مستويا معزولا و تتبع فيه تهوية الحظائر المغلقة ثلاث طرائق و هي:

 

1- التهوية بطريقة ضغط الهواء السالب

يؤدي سحب الهواء من الحظيرة بوساطة المراوح الى تشكيل ضغط هواء سالب داخل الحظيرة مما يؤدي الى اندفاع الهواء الخارجي تلقائيا من خلال فتحات محددة لهذه الغاية الى داخل الحظيرة. و تتوقف سرعة اندفاع الهواء الى الداخل على سرعة و كمية الهواء المسحوب الى الخارج.

تركب مراوح سحب الهواء على احد الجانبين اذ كان عرض الحظيرة بين 8-10 م و يقابلها في الجدار الاخر فتحة طولية على طول الحظيرة في اعلى الجدار لدخول الهواء النقي. اما اذا كان عرض الحظيرة اكثرمن 10 م فتركب مراوح السحب في السقف و يدخل الهواء من فتحات في اعلى الجدارين الطوليين للحظيرة. و تصمم فتحات دخول الهواء بحيث لا تسمح بتشكيل تيار هوائي بارد في حيز معيشة الطيور لذلك عندما يدخل الهواء من الاعلى يمتزج بالهواء الدافئ في اعلى الحظيرة و يهبط تدريجيا بعد ان تكون قد انخفضت سرعته بشسكل كبير.

و يحدد عدد المراوح اللازمة لسحب الهواء بناء على الاحتياجات الاعظمية لتبديل الهواء في الفصل الحار. و ليس من الضروري تشغيل كل مراوح السحب دفعة واحدة, و انما يمكن تحميلها على عدة قواطع تعمل بحسب درجة الحرارة في الحظيرة و ينظم دخول الهواء التلقائي من خلال فتحات يمكن التحكم بها و بالتالي تحديد كمية الهواء الداخلة حسب الحاجة و ذلك بمساعدة الواح قلاب متمفصلة و تثبت على السقف أو الجدار, و يمكن التحكم بهذه الفتحة يدويا او اليا.

 

2- التهوية بطريقة ضغط الهواء الموجب  

يعتمد مبأ هذه الطريقة على عكس الطريقة السابقة اذ يدفع الهواء النقي الى داخل الحظيرة بواسطة مراوح جانبية محدثا ارتفاعا في ضغط الهواء الداخلي مما يؤدي الى خروج الهواء الزائد من الفتحات المخصصة لذلك. و في الحظائر الطويلة التي يتجاوز عرضها 10 م يوصل ضخ الهواء بوساطة مراوح توربينية ذات استطاعة عالية داخل انبوب التوزيع المثبت في السقف حيث يوزع الهواء من خلال فتحات موزعة بانتظام على طرفي الانبوي.

و يختلف مكان توضع فتحات خروج الهواء حسب عرض الحظيرة اذ يمكن ان تكون على احد الجانبين او على الجانبين على ارتفاع نحو 60 سم أو في السقف.

و يتبع حاليا نظام حديث في تهوية الحظائر المغلقة التي تربى فيها الطيور في الاقفاص أو البطاريات حيث يضخ الهواء النقي خلال انبوب مثبت في سقف الحظيرة و دون أي فتحات ليوزع الهواء الى انابيب فرعية مثبتة اسفل البطاريات او القفص. و يوجد ثقب اسفل كل قفص او بطارية و من مميزات هذا النظام ما يلي:

– ايصال الهواء النقي الى حيز معيشة كل طائر.

– تجفيف الزرق و التخلص من الغازات الضارة.

– امكانية تدفئة الهواء النقي من خلال مرور الهواء بالانبوب الرئيسي.

– امكانية تنقية الهواءء الداخل.

 

3- التهوية بطريقة ضغط الهواء المتعادل

يعتمد مبدأ التهوية بهذه الطريقة على الجمع بين الطريقتين السابقتين حيث يتم سحب الهواء كما في طريقة الضغط السالب و دفع الهواء النقي للداخل كما في طريقة الضغط الموجب. و في هذه الحالة يتساوى الضغط من خلال تساوي كمية الهواء المسحوب من الهواء المدفوع للداخل, و في هذه الطريقة يتم التحكم اليا بواسطة ثرموستات في عدد المراوح الواجب تشغيلها.

و يجب الانتباه في انظمة التهوية جميعها أن لا يشكل الهواء الفاسد من أحد الحظائر مصدرا لتلوث الهواء لحظيرة اخرى. و تنص القوانين في دول الاتحاد الاوروبي أن يدفع الهواء المسحوب من الحظائر في انابيب قائمة باتجاه الاعلى بحيث يتجاوز الطرف العلوي للانبوب حافة السطح بمقدار 1.5م.

و في حال انقطاع التيار الكهربائي او اخفاق نظام التهوية لسبب ما توجد فتحات تهوية خاصة مغلقة في الحالة الطبيعية بلوح ممغنط يفتح تلقائيا عند انقطاع التيار الكهربائي.

و في المناطق الباردة يستفاد من حرارة الهواء المسحوب من الحظيرة في تدفئة الهواء البارد الداخل الى الحظيرة و ذلك بوساطة تمرير الهواء الداخل في قنوات متصالبة مع قنوات اخراج الهواء الفاسد. حيث تحدث عملية تبادل حراري يستفاد منها في توفير نفقات التدفئة. و بوساطة هذه التقنية يمكن الاستفادة من نحو 30 % من حرارة هواء الحظيرة و بهذا يمكن توفير الوقود بنسبة 50-60 %.

 

التجهيزات المستخدمة في التهوية

لا تحتاج الحظائر المفتوحة في المناطق المعتدلة و شبة الحارة الى مستلزمات تهوية اضافية اما الحظائر المفتوحة في المناطق شبه الباردة (حيث لا تشكل النوافذ اكثر من 10% من مساحة الحظيرة) فتزود بمراوح عادية يستعان بها للتهوية في الايام الحارة الرطبة.

 

أما الحظائر المغلقة فيستخدم في تهويتها نوعان من المراوح و هما:

1- مراوح محورية عادية ذات شفرات مائلة.

2- مراوح توربينية ذات قوة دفع عالية.

يستخدم النوع الاول من المراوح في تهوية الحظائر التي لا تتجاوز عرضها 10 م اما النوع الثاني فيستخدم في تهوية الحظائر العريضة و المجهزة بقنوات او انابيب تهوية مثبتة تحت السقف على طول الحظيرة ليوزع منها الهواء من خلال ثقوب مباشرة على الانبوب او من خلال شبكة انابيب فرعية تصل الى الاقفاص او البطاريات.

و يجب اختيار مراوح لا تحدث تيارات هوائية شديدة أو ضوضاء مزعجة للطيور و يراعى ان يكون الاطار المحيط بالمروحة منحنيا بشكل انسيابي نحو الخارج مما يزيد من كفاءة المروحة و التخفيف من الضجيج. كما يفضل زيادة عدد المراوح و عدد الشفرات للمروحة الواحدة على المراوح القوية ذات قوة الدفع العالية. و تبين ايضا ان طول شفرات الروحة له تأثير في احداث الضجيج (جدول رقم 2).

 

جدول رقم 2: يبين مقدار الضجيج (ديسيل dB) بالعلاقة مع طول أجنحة شفرة المروحة و سرعة دورانها.

71

63 56 50 45 40

35

طول الشفرة (سم)

 

سرعة الدوران

67 74 61

57

54 51

1400 دورة / د

59 55 54 51

1000 دورة  / د

 

و يجب الذكر ان قيمة الضجيج تسبب اجهاد اذا تجاوزت 55 dB بشكل مستمر.

 

الغازات الضارة

تطرح في جو الحظيرة أنواع متعددة من الغازات بعضها ناتج عن الطيور مثل غاز ثاني اوكسيد الكربون الناتج عن التنفس و غاز الميتان بكمية قليلة جدا. و ينتج ايضا بعض الغازات عن طريق تحلل الفرشة و المواد العضوية الاخرى مثل الامونياك و غاز كبريت الهدروجين. و يرتبط تركيز هذه الغازات في هواء الحظيرة بعملية التهوية و كثافة الطيور و رطوبة الفرشة.

– غاز ثاني اوكسيد الكربون (CO2): ينتج بشكل رئيسي من الطيور و يطرح مع هواء الزفير و هو غاز أثقل من الهواء لذلك يتجمع في مكان معيشة الطيور. لذلك لابد من الاهتمام بتهوية الحظائر للتخلص من الفائض منه. ان وجود غز ثاني اوكسيد الكربون بنسبة تزيد عن 1 % في هواء الحظيرة تدل لعلى سوء التهوية و يجب ان لا ترفع النسبة عن 2.5 % لان ذلك يسبب صعوبة التنفس. أما اذا ارتفعت النسبة الى نحو 10% فتؤدي الى موت الطيور في وقت قصير.

– غاز الامونياك (النشادر) NH3 : يتشكل هذا الغاز من خلال عمليات التحلل الميكروبي للفرشة و المواد العضوية الغنية بالبروتين و يساعد على ذلك ارتفاع درجة حرارة و رطوبة الحظيرة. و هو غاز أخف من الهواء و يتجمع في أعلى الحظيرة.

ان ارتفاع نسبة غاز النشادر عن الطبيعي تسبب تخرش الاغشية المخاطية للعين و الجهاز التنفسي و في حال الاستمرار بذلك يسبب تقرح العين و العمى الاموني. و يوجد في الاحوال العادية بتركيز (5 PPM) مع العلم ان نسبة (50 PPM) مميتة للطيور.  و يتم الكشف عنه بواسطة ورقة الكركم التي يتغير لونها من الاصفر الى البني عند وجود غاز النشادر بنسبة مرتفعة.

– غاز كبريت الهدروجين (H2S): ينشأ هذا الغاز من تحلل المواد العضوية في الفرشة و خاصة البيض المكسور و له رائحة مميزة و يتركز في مستوى معيشة الطيور لذلك يسبب وجوده بتركيز يفوق (10 PPM) ضررا للاغشية المخاطية و الجهاز العصبي المركزي. وو يجب ان لا يتجاوز تركيزه في هواء الحظيرة نسبة (10 PPM) مع العلم ان نسبة (40 PPM) مميتة للطيور.

 


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.