الحرارة في مزارع الدواجن
تؤثر درجة حرارة الوسط المحيط تاثيرا كبيرا في انتاج الدواجن لذلك يسعى المربي الناجح دائما الى توفير درجة الحرارة المناسبة حسب العمر و النوع و نوع الانتاج.
و تستطيع الدواجن عامة المحافظة على درجة حرارة جسمها ثابتة و لكن ترتبط قدرتها في المحافظة على درجة حرارة جسمها بالعمر و اكتمال نمو الغطاء الريشي و درجة حرارة الوسط الخارجي.
تتراوح درجة حرارة الجسم عند الطيور بين 40-42.8 درجة مئوية و عند الدجاج تحديدا بين 40.6-41.3 درجة مئوية. و تكون درجة الحرارة عند الفقس نحو 39 درجة و ترتفع تدريجيا حتى تصل الى درجة حرارة ثابتة عند عمر 3 اسابيع و يساعد على ذلك أكتساء الجسم بالغطاء الريشي. و على العموم فان درجة حرارة الجسم عند أنواع الطيور الصغيرة مثل الفري و العصافير أعلى منها بالمقارنة مع الطيور الكبيرة مثل الحبش و النعام.
بالرغم من ان الدواجن من ذوات درجة حرارة الجسم الثابتة الا ان قدرتها على تنظيم درجة حرارة جسمها و المحافظة عليها تكون ضمن مجال حراري معين, و وتنخفض مقدرتها على التنظيم الحراري خارج هذا المجال, اذ تتاثر درجة حرارة الجسم قليلا زيادة او نقصانا بدرجة حرارة الجو المحيط..
كما أن للحالة الفيزيولوجية للطير تأثير في درجة حرارة جسمه حيث لوحظ ارتفاع بسيط بدرجة حرارة جسم الدجاجة البياضة في مرحلة الانتاج الغزير بالمقارنة مع مرحلة الانقطاع عن وضع البيض. و ترتفع كذلك درجة حرارة الجسم في اثناء القلش و يمكن أن يفسر ذلك بزيادة معدل الاستقلاب.
و أشار بعض الباحثين الى ان درجة حرارة الجسم عند الذكور مرتفعة قليلا بالمقارنة مع الاناث. كما أن لنظام التربية تأثير في ذلك, اذ ان تربية الدواجن على الفرشة العميقة يكسبها النشاط مما يسبب زيادة طفيفة في درجة حرارة جسمها مقارنة مع نظام التربية في الاقفاص و البطاريات.
- التوازن الحراري
بما أن درجة حرارة الجسم هي 41 درجة مئوية تقريبا و هي غالبا أعلى بكثير من درجة حرارة الوسط الخارجي الذي تعيش فيه الطيور و أيضا أعلى من درجة الحرارة المثالية لمعظم الطيور (19-23 درجة مئوية) فهي تفقد باستمرار الحرارة من الجسم الى الوسط الخارجي. كي تحافظ على درجة حرارة جسمها ثابتة لا بد من توازن حراري بين ما ينتج من حرارة في جسم الطير و ما يفقد الى الوسط الخارجي. و يقدر الانتاج الحراري بنحو 5.5-6.5 كيلو كالوري /كغ/سا, و يختلف ذلك باختلاف وزن الجسم و العمر و معدلات الاستقلاب.
و تفقد الحرارة من الجسم بالطرق التالية:
1- الاشعاع الحراري
يتم فقد الحرارة من الجسم الى الهواء المحيط بواسطة الاشعاع الحراري و تتوقف كمية الفقد على الفارق بين درجة حرارة الجسم و درجة حرارة الهواء اذ تنخفض القدرة على التخلص من الحارة الزائدة في الجسم عند ارتفاع درجة حرارة الوسط المحيط الى أكثر من 29 م و على العكس يزداد الاشعاع الحراري من الجسم عند انخفاض درجة الحرارة. و يكون الاشعاع أعظم ما يمكن في المناطق الخالية من الريش كالداليات و العرف و تحت الاجنحة و الارجل.
و بهدف المحافظة على درجة الحرارة ثابتة يزداد الانتاج الحراري بوساطة زيادة معدل الاستقلاب مما ينجم عن ذلك زيادة في استهلاك العلف و هذا ما يلاحظ واضحا في فصل الشتاء. و يزداد فقد الحرارة من الجسم شتاء بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة, اذ ان الهواء الرطب أكثر ناقلية للحرارة. و يستفاد من الاشعاع الحراري في المناطق الباردة في التدفئة عن طريق تركيب عواكس من صفائح الالمنيوم على الجدران الدلخلية تعمل على عكس الحرارة باتجاه الطيور و منعها من التسرب الى الخارج, و هنا تبرز أهمية تقنيات العزل الحراري للبناء في المناطق الباردة.
و للتخفيف من أثر الهواء البارد في فقد الحرارة شتاء ينصح بان لا تزيد سرعة الهواء على 0.3 م/ثا عند انخفاض درجة الحرارة في الحظيرة الى نحو 10 درجة مئوية و 0.5 م/ثا عند 15 درجة مئوية و 3 م/ث عند درجة 25 درجة مئوية بينما يمكن أن ترتفع سرعة الهواء الى 7 م/ثاصيفا يالقرب من فتحات التهوية.
2- التوصيل الحراري
و هو فقدان الحرارة من الجسم عن طريق التماس المباشر مع الهواء أو أي شئ اخر في الحظيرة مثل المعالف و المناهل و الارضية و الجدران. و غالبا ما تكون كمية الحرارة المفقودة بالتوصيل قليلة جدا بالمقارنة مع الطاقة المفقةدة بالاشعاع و يزداد الفقد عن طريق التوصيل في حال ارتفاع رطوبة الفرشة والجدران.
3- الحمل الحراري
نتيجة لملامسة الهواء البارد للجسم تزداد حرارة الهواء وو يتمدد وو يتحرك باتجاه الأعلى مشلا تيار حمل حراري. و يزداد الفقد بوساطة الحمل مع زيادة الفارق الحراري بين الجسم وو الوسط المحيط و كذلك مع زيادة سرعة الهواء في الحظيرة و محتواه من الرطوبة.
4- هواء الزفير
تستطيع الثديات التخلص من الحرارة الفائضة في الجسم عن طريق التعرق الا ان الطيور لا تمتلك غددا عرقية. و في حال ارتفاع درجة الحرارة تزداد سرعة التنفس و يزداد معها طرح هواء الزفير محملا ببخار الماء اضافة الى غاز ثاني اكسيد الكربون. و يستفيد الجسم من الحرارة النوعية العالية للماء و قدرتة العالية على نقل و تخزبن الطاقة.
و بالتالي فان سرعة مرور الدم على سطوح التبخر الواسعة في الجهاز التنفسي توفر عملية الانتقال السريع للطاقة من سوائل الجسم الى الوسط الخارجي و يساعد في ذلك القدرة التبريدية للماء في اثناء عملية التبخر عن طريق الزفير, اذ يحتاج 1 غ من الماء للتحول الى الحالة الغازية نحو 580 سعرة حرارية في حين يحتاج 1 غ من الماء لرفع درجة حرارته من درجة التجمد الى درجة الغليان 117 سعرة حرارية. و يمتاز الماء بقدرة كبيرة على تخزين الحرارة اذ يقوم بامتصاص الحرارة الزائدة و التخلص منها تدريجيا.
و تعد عملية التخلص من الحرارة بوساطة عملية الزفير أهم الوسائل التي يقاوم بها الجسم ارتفاع درجات الحرارة صيفا و خاصة عند ارتفاع درجة حرارة الوسط المحيط الى اكثر من 29 درجة مئوية.
5- فقد الحرارة مع الزرق
يزداد استهلاك الماء صيفا عند الطيور و ذلك سعيا لتخفيف أثر درجات الحرارة المرتفعة و تعويض بخار الماء المفقود عن طريق التنفس و الزرق, و قد ترتفع النسبة المئوية للرطوبة في الزرق صيفا مع ارتفاع درجات الحرارة. ان الفارق الكبير بين درجة حرارة ماء الشرب (16 درجة) و درجة حرارة الزرق و هواء الزفير (41 درجة) يعبر عن أهمية التخلص من الحرارة الزائدة في الجسم عن طريق الزفير و الزرق و هنا تبرز أهمية درجة حرارة ماء الشرب في مقاومة الطقس الحار.
و عندما تتجاوز كمية الطاقة المنتجة في الجسم الكمية المفقودة منه بالوسائل المختلفة ترتفع درجة حرارة الجسم مسببة ما يسمى الاجهاد الحراري الذي يؤدي الى نفوق الطيور. و تسمى هذه درجة الحرارة المميتة العليا و تقدر بنحو 47 درجة مئوية.
- حاجات الدواجن من الحرارة
تتباين المتطلبات الحرارية للطيور باختلاف أعمارها و أنواعها و انتاجها و تكون الحاجات الحرارية عامة أكبر ما يمكن بعد القس مباشرة و تتدنى تدريجيا مع تقدم الطير بالعمر حتى ستة أسابيع. و يعلل ذلك بعدم قدرة الجهاز العصبي عند الصيصان على تنظيم درجة حرارة الجسم من جهة و عدم اكتمال نمو الغطاء الريشي من جهة ثانية.
و تتراوح درجات الحرارة المحايدة التي تعبر عن أفضل مجال حراري لطيور الاستبدال و الطيور البالغة بين 18-23 درجة مئوية أي ضمن هذا المجال الحراري لا تحتاج الى زيادة انتاجها الحراري من اجل تدفئة الجسم أو لزيادة معدل تنفسها و تحريك أجنحتها للتخلص من الحرارة الفائضة في الجسم أو لزيادة استهلاك العلف بهدف زيادة انتاج الطاقة في الجسم.
بالرغم من ذلك يستطيع الدجاج البياض مثلا انتاج البيض بمعدلات مثالية على الرغم من انخفاض درجات الحرارة الى 12 درجة مئوية لكن يرافق ذلك زيادة في استهلاك العلف كذلك الحال بالنسبة للفراخ النامية بعد عمر 5 اسابيع حيث يمكنها النمو بمعدلات جيدة رغم انخفاض الحرارة عن 18 درجة مئوية لكن يرافق ذلك ارتفاع ملحوظ في استهلاك العلف. و من الجدير بالذكر ان انخفاض درجات الحرارة عن المدى المحايد يكون اشد تاثيرا في الانتاج لدى الطيور النامية بالمقارنة مع الطيور البالغة.
و يستدل على عدم كفاية درجة الحرارة في الحظيرة من خلال ارتفاع استهلاك العلف و تجمع الطيور بعضها على بعض و على العكس من ذلك تسبب درجات الحرارة المرتفعة انخفاض في استهلاك العلف و النشاط العضلي و زيادة في استهلاك الماء.
و تبين التجارب العلمية أن افضل درجة حرارة في حظائر صيصان الدجاج هي 35 درجة مئوية بعد الفقس مباشرة و تخفض تدريجيا حتى 32 درجة في نهاية الاسبوع الاول و تتناقص تدريجيا بمعدل 2.5-3 درجات اسبوعيا الى ان تصل الى 20-21 درجة مئوية في الاسبوع الخامس و ترتفع درجة الحرارة بمعدل 2 درجة مئوية بالنسبة لصيصان الحبش و تنخفض بمعدل 2 درجة بالنسبة لصيصان الطيور المائية مقارنة مع صيصان الدجاج. و ينصح أن لا تنخفض درجة الحرارة عن 18 درجة في الأسبوعين الأوليين في حظائر جميع انواع الصيصان.
- العزل الحراري و أهميته
تعتبر عمليتا التدفئة و التهوية من أهم العمليات الواجب القيام بها في حظائر الدواجن و خاصة في مرحلة الحضانة و رعاية الفراخ. و من اجل المحافظة على درجة حرارة الحظيرة و خاصة في المناطق الباردة و الحارة حيث ترتفع تكاليف التدفئة و التبريد, يجب الاهتمام بعزل أقسام المسكن و هي : الجدران و السقف و الأبواب و الشبابيك و الأرضية اذ تفقد الحرارة في الايام الباردة من خلال تسربها عبر مواد البناء الى الوسط الخارجي أو الأرض أو قد تتسرب الحرارة المرتفعة في الوسط الخارجي صيفا الى الداخل مسببة تاثيرا سلبيا في اداء الطيور.
و تزداد أهمية العزل الحراري في الحظائر المغلقة, حيث ترتفع كثافة التربية و نفقات الرعاية و كذلك فان عزل الأسقف للحظائر المفتوحة ذو أهمية كبيرة في مقاومة الطقس الحار.
و قد شاع استخدام المواد العازلة في بناء مساكن الدواجن و خاصة المسبقة الصنع منها. و تتصف المواد العازلة بانخفاض ناقليتها للحرارة وو بالتالي مقاومة التسرب الحراري و تتباين هذه المواد في نقل الحرارة حسب معامل العزل.
و يعرف معامل العزل K بانة كمية الحرارة مقدرة بالكيلو كالوري أو الواط و التي تتسرب من نخلال متر مبع واحد من المادة في الساعة عندما يكون الفرق بين الحرارة الداخلية و الخارجية للمسكن درجة مئوية واحدة. و في الجدول التالي القيم المثلى لمعاملات عزل أقسم الحظيرة.
جدول رقم (1): يبين معاملات العزل النظامية لأجزاء الحظر.
K
Watt / m2 /h |
K
Kcal/m2h |
البيان |
2.4 | 2.8 | شباك |
1 | 1.2 | باب |
0.6 | 0.7 | جدار |
0.4 | 0.5 | سقف |
و يلاحظ من الجدول أن قيم معاملات عزل الجدران و الأسقف التي تشكل المساحة الأكبر أقل من معاملات عزل الأبواب و النوافذ.
هذا يعني أهمية عزل السقف و الجدران و امكانيةتحقيق ذلك مقارنة مع النوافذ و الابواب.
التأثير المتبادل بين الحرارة و الرطوبة
يقوم الطائر بالعديد من الوسائل من اجل التخلص من الحرارة الزائدة و عندما تصبح هذه الوسائل غير كافية للتخلص من الحرارة الزائدة في الجسم يلجأ الطائر الى زيادة معدل التنفس تدريجيا بما يتناسب مع ارتفاع درجة الحرارة و تدعى هذه العملية باللهاث.
و تبين التجارب انه ليس لدرجة الحرارة المحيطة حتى 35 م أي تأثير سلبي في معدل النمو و كفاءة التحويل الغذائي للطيور الفتية لغاية عمر 6 أسابيع و ذلك عندما تكون الرطوبة النسبية بحدود 50-60 % و ترتبط قدرة الطيور الفتية على تحمل الحرارة بقيمة الرطوبة و العكس صحيح كما يوضح الجدول التالي اذ تزداد قدرة الطير على تحمل الحرارة مع انخفاض محتوى الرطوبة.
الحرارة الممكن تحملها من قبل الطير | الرطوبة النسبية % |
32 | 75 |
35 | 55 |
38 | 30 |
و تبدأ الطيور الفتية باللهاث بعد درجة حرارة 35 درجة مئوية اذا ارتفعت الرطوبة النسبية عن 60 % أما الطيور البالغة فتبدأ باللهاث عند ارتفاع درجة الحرارة الى اكثر من 30 درجة.
و يعرف اللهثان بأنه تسارع لعملية التنفس اذ ان سرعة التنفس في درجة الحرارة المثالية تكون بحدود 35-40 مرة / دقيقة عند درجة حرارة 40 درجة مئوية. و هذا يعني مضاعفة كمية الهواء الداخلة الى الجسم عدة مرات ليلامس الاغشية المبطنة للجهاز التنفسي و يترطب ببخار الماء حاملا معه الحرارة الفائضة في الجسم الى الخارج مع هواء الزفير. و يرافق عملية اللهاث زيادة استهلاك الماء بشكل ملحوظ و انخفاض استهلاك العلف حيث تتغير نسبة استهلاك الماء الى العلف من 2.5 غ ماء: 1 غ علف في الاحوال العادية الى 8-10 غ ماء :1 غ علف عندما تصل الحرارة الى 40 م°.
و تسهم عملية اللهاث بفعالية في التخلص من الحرارة الزائدة في الجسم في حال انخفاض محتوى الرطوبة و تنخفض هذه الفعالية مع ارتفاع قيمة الرطوبة كما في الجدول التالي:
الجدول رقم (3): يبين تاثير الرطوبة في فاعلية التخلص من حرارة الجسم بواسطة اللهاث
الرطوبة النسبية (%) | درجة الحرارة (م°) | نسبة الفعالية (%) |
40 | 34 | 80 |
90 | 34 | 40 |
ان ارتفاع محتوى الرطوبة في الهواء الخارجي يجعل من الصعوبة طرح كميات اضافية من الرطوبة المحملة بالحرارة مع هواء الزفير مما يزيد العبئ الحراري على الطير. و يزداد الاجهاد الحراري على الطير بارتفاع درجة حرارة الوسط المحيط ايضا. اذ قد يعجز الطير تماما في التخلص من الحرارة الفائض في جسمه في حال ارتفاع الحرارة و الرطوبة.
ان الاستمرار في عملية اللهاث لفترات طويلة و اعياء القلب اضافة الى ارتفاع درجة حرارة الجسم عن الحد الممكن تحمله بسبب النفوق. و عادة تكون نسبة النفوق مرتفعة و قد تصيب الطيور ذات الوزن الحي المرتفع. اذ بينت التجارب ان ارتفاع وزن الجسم و زيادة محتوى الجسم من الدهن تؤثر سلبيا في قدرة الجسم على تحمل الاجهاد الحراري, بسبب العبء الكبير على القلب في ضخ الدم من جهة و احاطة الاكياس الهوائية بطبقة من الدهن تقلل من امكانية التبادل الحراري من جهة ثانية.