الدجاج البياض و انتاج البيض

9٬719

يعتبر البيض من احد المنتجات الاساسية للدجاج و القيمة الغذائية للبيض معروفة للجميع و يتم الاعتماد على البيض بشكل كبير لتامين جزء من البروتين الحيواني اليومي. و من اجل ذلك اهتم المربون بتكوين أنواع و سلالات تتميز بوفرة انتاجها من هذا المحصول. و هنالك انواع قياسية يزيد متوسط انتاج البيض السنوي فيها عن 280 بيضة تحت الظروف المثلى, و في بعض الحالات سجلت بعض الامهات 365 بيضة في العام أي لم تنقطع يوما واحدا عن وضع البيض.

و تبلغ تكاليف التغذية من 60-75 % من التكاليف الاجماليةلانتاج البيض و لذلك كلما زادت سرعة انتاج البيض على وحدة ثابتة من العليقة كان ذلك من عوامل الربح في انتاج البيض.

و العليقة المستعملة للدجاج يستعمل 70 % منها كعليقة حافظة و  3 % لزيادة الحجم و 27 % لانتاج البيض.

 

ان مراقبة وزن الفراخ البياضة من الامور الهامة للمحافظة على اوزان مثالية في وقت النضج الجنسي

 

و كلما قل انتاج البيض زادت نسبة العليقة الحافظة, و لذلك يجب استبعاد الدجاج الذي يضع بيضا قليلا و ذلك من اجل تقليل العليقة المستعملة لانتاج محصول البيض في القطيع, كما انه كلما زاد وزن الجسم زادت نسبة العليقة الحافظة, لذلك يجب انتاج البيض من الانواع او الهجن صغيرة الحجم مثل اللجهورن الذي يكون أكفأ في هذه الصفة من الدجاج ثنائي الغرض كبير الحجم.

و صفة انتاج البيض وراثية الا انها تتاثر بعوامل بيئية كثيرة, و رفع انتاج البيض يتطلب اجراء الانتخاب لهذه الصفة و لكن يجب ان يدخل في الاعتبار ايضا تحسين الظروف البيئية المحيطة و خاصة ظروف الرعاية و التغذية لكي نصل الى غرضنا.

 

الصفات المرتبطة بانتاج البيض

 

اولا. عمر النضج الجنسي:

و هو العمر الذي تبدأ عنده الدجاجة في وضع البيض و الدجاج البياض جيد الانتاج يصل الى هذا العمر أبكر من الدجاج ردئ الانتاج. و لهذا يعتبر التبكير في النضج الجنسي من الصفات المحببة في قطعان البيض طالما كان ذلك لا يضر بصفات القطيع الاخرى كأن يؤدي الى قلة وزن الجسم أو وزن البيض أو حيوية القطيع أو غيرها.

و سرعة النضج الجنسي تقترن عادة بزياده محصول البيض اذ انها علاوة على ارتباطها بحيوية الدجاجة عموما و استعدادها لانتاج البيض فانها تزيد الفترة التي يمكن للدجاجة أن تبيض فيها قبل ان تتاثر بالعوامل الجوية غير الملائمة التي يتوقف فيها الانتاج.

فمثلا اذا سبقت دجاجة زميلتها بشهر في انتاج البيض و كان على الاثنتين ان يتوقفا بفصل الصيف مثلا في نهاية العام الاول فتكون هذه المده فرصة للدجاجة الاولى على الثانية يهيئ لها زيادة الانتاج.

و لهذا ترتبط هذه الصفة بالمحصول الكلي ارتباطا معنويا موجبا. و يساعد على سرعة النضج الجنسي العوامل الوراثية و جودة النمو و موافقة العوامل المشجعة لبدء الانتاج و توافر الضوء الذي يساعد على تنشيط الهرمونات المساعدة للتبويض و افراز البيض و يتحكم في ذلك تارخ الفقس و يكون وزن الدجاجة عند النضج الجنسي 80-90 % من وزنها الكامل و يزيد وزنها بعد ذلك قليلا خلال فترة الانتاج و بسرعة خلال فترات الراحة.

ويكون البيض في حال الدجاج المبكر الانتاج قليل الحجم و يظل صغيرا حتى فترة طويلة قبل ان يستقر عند الحجم المناسب.

 

ثانيا. التوقف:

هو امتناع الدجاجة عن وضع البيض و هو على أي حالاته يقلل من انتاجيتها و حسب غزارة الانتاج تقصر او تطول فترات التوقف. ففي الدجاج الجيد الانتاج تستمر سلاسل وضع البيض لمده طويلة و يتخللها فترات راحة او تريث قليلة أما في الدجاج الردئ الانتاج فتكون فترات التوقف طويلة و في هذة الحالة يكون ذلك عائدا الى عوامل وراثية تسبب رداءة الانتاج اذا كانت الظروف الاخرى ملائمة للانتاج. و فترات التوقف الوراثي تحسب اذا تراوحت ما بين ألاربعة الى سبعة ايام  فأكثر. و هنالك حالات توقف بيئي حيث تتوقف الدجاجة معظم الفترات غير الملائمة من العام مثل التوقف الشتوي او التوقف الصيفي. كما يساعد على التوقف سوء الادارة و ضعف صحة القطيع وقلة العناية به. و يكون هدف عمليات الانتخاب تقليل فترة التوقف ما امكن في القطيع البياض.

 

ثالثا. الرقاد:

و يدخل في فترات التوقف دور الرقاد و فيه تميل الدجاجة الى الرجوع الى طبيعتها البرية في انتاج الصغار فتمتنع عن وضع البيض و تميل الى الانزواء بعيدا عن القطيع و غالبا ما تمنتع عن المشاركة في الطعام و تظهر عليها علامات الرقاد من انتفاش الريش و سخونة الجلد و ضخامة الصوت و التخوف من الغير و محاولة الدفاع عن نفسها عند الاقتراب منها و هي كلها خصائص تصاحب الدجاجة الام في حياتها الاولى للدفاع عن كيانها و صغارها.

 

يعتبر الرقاد صفة برية حيث يميل الدجاج البلدي غير المؤصل الى الرقاد لتوافر العوامل الوراثية اما الدجاج البياض التجاري فلدية ميول ضعيف للرقاد بفضل عمليات التحسين الوراثي و الانتخاب

 

و توقف الدجاجة عن وضع البيض خلال هذا الدور يعطل من انتاجها و قد يتكرر دور الرقاد اكثر من مرة في الدجاجة الواحدة أو قد تطول فترته حسب العوامل الوراثية التي تؤثر فيه و توفر بعض العوامل المشجعة عليه فترك البيض في الاعشاش مدة طويلة قد يسبب ظهور دور الرقاد لدى بعض الامهات و كذلك وجود اماكن مظلمة و معزولة في اركان المسكن او ارتفاع درجة الحرارة حول الدجاج او ترك بعض الامهات الراقدة وسط أخواتها, كما يمكن احداث الرقاد صناعيا بالحقن بهرمون البرولاكتين.

و يمكن اخراج الدجاجة من الرقاد و ذلك بوضعها في قفص ذي ارضية من السلك حتى لا تشعر الدجاجة بالراحة في الرقاد و كذلك بتعرضها لضوء ساطع مستمر لمده 3 ايام متتالية مع تقديم الماء و العلف لها.

 

رابعا. القلش:

تغيير الريش ظاهرة ارتبطت بانتاج البيض بحكم توقف الدجاجة عن البيض خلال هذه الفترة, و الدجاجة تبدأ في القلش في نهاية السنة الانتاجية الاولى أو خلال موسم الخريف اذا كانت معمرة. الا ان الدجاجات تتفاوت في هذه الظاهرة من حيث تبكير حدوثها أو الفترة التي تستغرقها أو الطريقة التي تتم بها أو مدى توقفها عن وضع البيض خلالها.

و تتم العلمية عادة بطريقة منظمة تقريبا تبدأ بريش الرقبة و أعلى الظهر و الصدر فالجناحين و الذيل. و اهم ما يثقل الدجاجة في هذه العملية هو ريش الجناحين لكبر حجمة و احتياجة لكمية كبيرة من الغذاء في تكوينه.

 

 

 

تظهر الصورة عملية القلش التي تترافق بتساقط للريش واحلال ريش جديد عوضا عنه

 

 

و الدجاجة رديئة الانتاج تتوقف مبكرا و تستغرق فترة طويلة قد تبلغ عده شهور في عملية الراحة و تغيير الريش. كما تتم العملية في الجناح بطريقة بطيئة جدا (ريشة فريشة) علاوة على انها تتمنع عن الوضع بمجرد بدء القلش و لاتعاود وضع البيض الا بعد انتهاء القلش تماما. اما الدجاجة الغزيرة الانتاج فانها تتاخر ما امكن قبل تغيير ريشها ثم تستمر في وضع البيض لفترة أثناء انحسار الريش في الجناح الذي يتم تغييرة في خصلات (مجموعة) و بطريقة سريعة قد لا تتعدى بضعة اسابيع تعاود الدجاجة في نهايتها انتاج البيض دون تغيير كل الريش في معظم الحالات.

و يؤثر على صفة القلش عوامل وراثية كما تخضع للعوامل البيئية بدرجة كبيرة. فانخفاض مستوى التغذية قد يدفع الدجاجة الى الراحة و ابتدائها في قلش جزئي بالراس و الرقبة. و ارتفاع درجة الحرارة الجوية يشجع كثيرا على حدوث القلش الكامل و لهذ عادة يحصل القلش في بلادنا خلال اشهر الصيف ابتداء من حزيران أو تموز و قد تطول فترة القلش كثيرا اذا نقصت عليقة الدجاج او خلت من الاحماض الامينية الاساسية و لهذا يعنى بتغذية القطيع خلال هذه الفترة عناية خاصة.

و يتبع حاليا نظام للقلش الاجباري في قطعان انتاج البيض التجارية و ذلك لكي يتم استخدام نفس القطيع في انتاج البيض لموسم ثان. و عادة يتم ذلك اذا كان سعر البيض في السوق منخفض فيتم قلش القطيع اجباريا بحيث يقلش كل القطيع مع بعضع ثم بعد ذلك يسمح له بالانتاج لموسم ثان يتراوح طوله ما بين 8-10 اشهر و في بعض الحالات يتم قلش القطيع مرتين بدلا من مرة واحدة و لكن اخر مرة يسمح للقطيع بالانتاج لمده 5-7 شهور فقط.

و القلش الاجباري يتم بواسطة العديد من الطرق أشهرها هو حرمان الدجاج من الاضاءة الصناعية تماما و من المياه ( لمده من 1-3 ايام) و كذلك حرمانه من العلف لمده 7-10 ايام. و بعد ذلك يقدم للدجاج مجروش الذرة الصفراء فقط لمده اسبوعين ثم يليها اعطائة علف انتاجي و تزداد كمية العلف تدريجيا لدفع الدجاج للانتاج و في نفس الوقت يبدأ زيادة الاضاءة تدريجيا لتشجيع افراز هرمون (FSH) و غالبا ما تستغرق فترة القلش الاجباري نحو شهرين.

و يتوقف قرار اجراء القلش الاجباري من عدمه على اقتصاديات العملية و ذلك على اساس سعر البيض و سعر الصوص البياض و سعر العلف و سعر الدجاجة المعمرة بعد انتهاء انتاجها.

 

خامسا. معدل وضع البيض (الغزارة):

يرتبط معدل وضع البيض بطول سلسلة البيض و هي مدى ما تنتجه الدجاجة من البيض دون انقطاع و كلما زاد طول السلسلة و قلت فترة التوقف بين السلسلة و الاخرى كلما زاد معدل وضع البيض. و هذه الصفة ايضا تتاثر بالعوامل البيئية و الوراثية حيث يمثل العمق الوراثي لها نحو 22% أي ان بقية العوامل البيئية تؤثر عليها بواقع 78%.

 

سادسا. المثابرة:

مثابرة الدجاج على وضع البيض اخر العام الاول لها علاقة وثيقة بزيادة محصول البيض. و في القطعان التي تفقس في ميعاد متقارب يمكن مقارنة مثابرتها خلال فترة الشهرين الاخرين من العام الاول على اساس ان متوسط عمر النضج الجنسي يكون واحد تقريبا. أما في الحالات التي يتفاوت فيها ميعاد الفقس و بالتالي يتفاوت ميعاد النضج الجنسي فيصعب مقارنة هذه الصفة بين القطعان المختلفة كون الشهرين الاخيرين من العام يختلفان بالنسبة للحالات المختلفة و بالتالي تكون ظروف الانتاج و تعرضه للعوامل الجوية و الضوء و غيرها غير متساوية بالنسبة للجميع.

و يزيد من أهمية صفة المثابرة انها تدل على حيوية خاصة و استعداد وراثي أفضل في الافراد المثابرة علاوة على انها تعطي عائدا مربحا اذا ركزت في القطيع.

و يساعد عليها الى جانب العوامل الوراثية العناية بالقطيع و خاصة في الشهرين او الثلاثة اشهر الاخيرة من السنة الاولى للانتاج. و يستمر الدجاج العادي الانتاج في مثابرته على وضع البيض في هذه الفترة. و ترتبط صفة المثابرة بميعاد النضج الجنسي و عدد البيض, و تعتمد هذه الصفة على العوامل الوراثية بدرجة متوسطة اذ ان العمق الوراثي لها حوالي 33%.

و لمقارنة تاثير كل من هذه الصفات على انتاج البيض فقد تم دراسة كل صفة على حدة في مجاميع تحت برامج التحسين لكل صفة على حدة مع وجود كل الصفات الاخرى و كانت نتائج التحسين كما يلي:

 

متوسط عدد البيض السنوي

الصفات

196

المثابرة

220

الغزارة

227

عدم التوقف

235

عدم الرقاد

245

النضج الجنسي المبكر

252

الانتخاب لجميع الصفات السابقة

 

و واضح من الجدول السابق مدى تاثير الانتخاب لكل صفة منفردة على متوسط عدد البيض السنوي و طبيعي أن الانتخاب لها جميعا قد نتج عنه أعلى انتاج لمتوسط عدد البيض يليه الانتخاب لسرعة النضج الجنسي و عدم الرقاد حيث يمثل أعلى تاثير على انتاج البيض.

 


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.