السموم الفطرية
السموم الفطرية :
و هي مركبات تنتجها بعض الفطريات عندما تتوفر لها الظروف المناسبة للنمو و انتاج السموم الفطرية.
و تعتبر السموم الفطرية من اشد و اقوى السموم المعروفة حيث انها قد تسبب حالات تسمم بتراكيز اقل من 10 جزء بالمليون. و يرجع السبب في ذلك الى انها مقاومة للمعاملة الحرارية حيث يصعب اتلافها بالمعاملات الحرارية التلقليدية المستخدمة في التصنيع و الطهي. والسبب الثاني انها تنتشر بسرعة من المستعمرات و النموات الفطرية الى الوسط المحيط (المواد الغذائية) و نتيجة لذلك ان ازالة النموات الفطرية لا يؤدي الى نتائج في التخلص من السموم الفطرية .
و لذلك لابد من منع نمو الفطور على المواد الغذائية و العلفية و ذلك لان مجرد نمو الفطور سيؤدي الى انتاج السموم الفطرية و التي يصعب التخلص منها لاحقا.
يجب ان نعلم ان نمو الفطور على المكونات العلفية للدواجن بشكل خاص و المجترات بشكل عام امر شائع الحدوث و ان انتاج السموم الفطرية سيكون نتيجة طبيعية لنمو و تكاثر تلك الفطور على هذه الأعلاف. و بالتالي ان العلف متهم حتى نثبت خلوه من الفطور تماما و هذا امر اشبه بالمستحيل في الواقع الحقلي الحقيقي. حيث ان المكونات العلفية او الاعلاف بعد تخزينها تخضع لشروط تخزين تشجع نمو الفطور و من ثم انتاج السموم الفطرية و ان انتاج السموم الفطرية ربما يعتمد على مدى تلوق الاعلاف بالفطور و على نوع الفطور بحد ذاتها واخيرا على المدة الزمنية التي تم فيها تخزين الاعلاف بشروط ملائمة لنمو الفطور و انتاج السموم الفطرية.
و الجدير بالذكر ان السموم الفطرية بعد تناولها من قبل الطيور و الحيوان تخضع لعمليات هضمية و امتصاص مرورا بالكبد و الكلى لتطرح الى الوسط الخارجي. و لايتم تخريبها و هدمها بشكل كامل في جسم الطائر و الحيوان مما يشكل خطورة على مستهلكي منتجاتها لاحقا.
ان اغلب الفطور المنتجة للسموم الفطرية هي :
- الاسبرجيلوس.
- الفوساريوم.
- البنسليوم.
- الترناريا.
مع العلم ان الفطر الواحد قد ينتج اكثر من نوع من السموم الفطرية و حاليا يوجد اكثر من 200 نوع من السموم الفطرية و التي تسبب مخاطر حقيقة على صحة الجسم. و من اهم السموم الفطرية:
- الافلاتوكسين.
- الاوكراتوكسين.
ان تاثير السموم الفطرية غالبا تراكمي نتيجة لاستهلاك السموم الفطرية على مر الزمن و خلال فترات طويلة (الدجاج البياض) او نتيجة لاتباع نظام التغذية و التعليف المكثف و تناول جرعات كبيرة خلال فترة قصيرة (دجاج اللحم).
و يجب الاشارة الى ان السموم الفطرية ذات وزن جزيئي منخفض و بالتالي لا تسبب رد فعل مناعي (لا تحرض الجهاز المناعي لانتاج اضداد). كما يصعب الكشف عنها في الجسم المصاب بطرق الفحص المخبري.
الخصائص العامة للسموم الفطرية:
- مركبات كيميائية سامة تنتجها الفطريات في ظروف نمو معينة.
- معظم السموم الفطرية مركبات هيدروكربونية حلقية او ذات سلاسل مفتوحة.
- ذات اوزان جزيئية منخفضة و لذلك فهي لا تحفز الجهاز المناعي لتشكيل اجسام مناعية مضادة.
- نظرا لاختلاف تركيبها الكيميائي فهي تحدث تأثيرات ضارة مختلفة حسب التركيب الكيميائي للسم الفطري و هذه التأثيرات قد تكون تأثيرات عصبية او كلوية (تلف نسيجي) او كبدية (تلف نسيجي) او مناعية (احباط مناعي).
- تذوب بشكل جيد في المذيبات العضوية.
- تقاوم درجة التجمد و درجات الحرارة العالية و البسترة.
- تقاوم عملية الهضم في الجهاز الهضمي.
- تختلف عن بعضها البعض في درجة سميتها اعتمادا على تركيبها الكيميائي و بنائها الجزيئي.
- اغلب السموم الفطرية عديمة اللون و الرائحة (النموات الفطرية لها لون و رائحة).
يمكن تقسيم السموم الفطرية بحسب السمية الى:
- شديدة السمية.
- متوسطة السمية .
- منخفضة السمية.
كما يمكن تصنيفها بحسب الاعراض المرضية التي تحدثها (الاضرار):
- مسرطنة.
- مطفرة.
- مسببة للتشوهات.
- مسببة للاضطرابات العصبية (سموم عصبية).
- مسببة للتلف النسيجي (سموم كلوية كبدية).
يمكن للسموم الفطرية ان تحدث الامراض بدرجات مختلفة:
- اصابة حادة: و تحدث نتيجة استهلاك كميات كبيرة من السموم الفطرية مما يسبب التلف الكلوي او الكبدي او الانزفة الدموية.
- الاصابة المزمنة: و تحدث نتيجة لتناول السموم الفطرية بكميات قليلة على فترات طويلة ما يسبب تجعها بتاثير تراكمي سمي في الجسم.
العوامل التي تساعد في ظهور الاصابة بالسموم الفطرية:
- نوع السم الفطري المنتج.
- كمية السموم الفطرية التي تم تناولها مع الاعلاف.
- مدة التعرض للسموم الفطرية.
- العمر و الجنس.
- الحالة الصحية العامة.
- طبيعة المادة الغذائية الملوثة.
كيفية الوقاية من السموم الفطرية
- التخزين الجيد للحبوب و المواد العلفية و الغذائية ضمن شروط مثالية من حرارة و رطوبة.
- استخدام مضادات الفطور (مضادات لنمو الفطور) لمنع نموها في الاعلاف و بالتالي عدم انتاج السموم في الاعلاف.
- التعقيم الدوري لمخازن و صوامع الحبوب من اجل التخلص من النموات الفطرية في حال وجودها .
- معاملة الحبوب بمضادات الفطور لمنع تشكل و نمو الفطور عليها.
- معاملة الاعلاف و المكونات العلفية ببعض المواد المضادة للسموم الفطرية و التي تخفف من اثار السموم الفطرية بطرق مختلفة مثل ادمصاص السموم الفطرية ومنها الفحم النشط و سيليكات الالمنيوم و البنتونيت و الزيوليت.
يمكن للفطور ان تؤثر على انتاجية القطيع من خلال
- خفض القيمة الغذائية للأعلاف: ان تكاثر الفطور في مكونات العلف (الذرة و الشعير و غيرها) يلعب دور في تخرب جزء من مكونات العلف مما يقلل من القيمة الغذائية لهذه المادة العلفية نتيجة لاستخدام هذه الفطور لجزء من المواد الدهنية و البروتينية و الفيتامينات و المعادن في تلك الحبوب و بالتالي لم تعد تلبي الاحتياجات الحقيقية للطائر.
- تسبب السموم الفطرية انخفاض في استهلاك الطيور للأعلاف بالإضافة الى انخفاض معدل التحويل العلفي و بالتالي عدم الوصول للأوزان المستهدفة و انخفاض في الانتاجية النهائية المتوقعة من التربية. بالإضافة الى الاضرار التي تحدثها في مكونات الدجاج المسوقة (الاضرار الكبدية و الكلوية و غيرها).