العوامل المحددة لنجاح أو فشل المعالجة بالصادات الحيوية

3٬020

الدكتور محمد المسالمه

أسباب فشل المعالجة بالمضادات الحيوية

المضادات الحيوية: هي مواد كيميائية ذات تراكيب وصيغ كيميائية مختلفة من زمرة لأخرى (التتراسيكلينات – البنسلينات …الخ) ومن مادة فعالة لأخرى (ضمن نفس الزمرة)، لها القدرة على تثبيط نمو أو قتل الأحياء الدقيقة البكتيرية (الجراثيم) وفق آليات مختلفة وتستعمل بتراكيز علاجية مختلفة حسب المادة الفعالة من أجل معالجة الالتهابات والأخماج الجرثومية.  

 

تشكل المضادات الحيوية ركيزة أساسية في نجاح مشاريع الانتاج الحيواني بشكل عام ولا يمكن الاستغناء عنها في عملية الانتاج الحيواني وتشكل حلقة مهمة في سلامة القطيع وتلعب الدور الاساسي في الوقاية والعلاج من الأمراض الخمجية والمعدية ذات المنشأ الجرثومي وبالتالي تلعب دور اساسي في ضمان السلامة العامة (الصحة العامة في المجتمع).  

 

وضمن سياق المضادات الحيوية والحديث عنها سوف نتحدث عن موضوع شائك وسؤال مطروق كثيرا من قبل العاملين في قطاع الثروة الحيوانية وهو:

 

لماذا لم نلحظ الاستجابة المطلوبة بعد المعالجة بالصادات الحيوية او لماذا لم تحدث المعالجة الأثر العلاجي المطلوب على الحيوان او الطائر المعالج؟

في الواقع هنالك اسباب عديدة قد تكون بشكل أو بآخر وراء فشل المعالجة بالصادات الحيوية او الحصول على نتائج محدودة وغير مرضية في معالجة حالة مرضية ما ومنها:

  • التشخيص الخاطئ للحالة المرضية: فطالما كان التشخيص اساسا خاطئ فالمعالجة ستكون خاطئة.
  • التشخيص المجزوء للحالة المرضية وعدم فهم الحالة المرضية بشكل كامل ومراحل المرض وسير المرض.
  • الاصابات والأخماج المختلطة والتي تشير فيها الأعراض لمسبب وحيد بينما تكون الحالة ناتجة عن عدوى مختلطة: حيث تتركز المعالجة في مثل هذه الحالات على أحد العوامل الممرضة بينما يتم اهمال العامل الممرض المرافق (أخماج مختلطة) وبالتالي لن نحصل على النتائج المرضية التي نتوقعها وكمثال على ذلك (الاصابة بالكوكسيديا والكلوسترديوم في الدواجن) الاصابة بالإيكولاي والمايكوبلازما … الخ.
  • سوء اختيار المضاد الحيوي المناسب للحالة المرضية: مثل اختيار مركبات البنسلينات او السيفالوسبورينات لمعالجة التهابات تنفسية ناجمة عن المايكوبلازما مثلا.
  • عدم مراعاة الجرعة العلاجية الصحيحة: ان سوء تقدير الجرعة العلاجية له دور كبير في فشل المعالجة بالصاد الحيوي حيث يتم احتساب الجرعة بحسب الوزن الحي للحيوان (ملغ مادة فعالة / لكل 1 كغ وزن حي). واعطاء الجرعة العلاجية الصحيحة يسهم في وصول المادة العلاجية الفعالة بالتركيز المطلوب لمكان الخمج وبالتالي نجاح المعالجة.
  • عدم فهم خصائص المضاد الحيوي والحركة الدوائية للمضاد الحيوي المستخدم: وبالتالي سوء اختيار المضاد الحيوي من حيث قدرته على الوصول الى المكان المستهدف في المعالجة: مثلا اختيار مضادات حيوية ذات وزن جزيئي مرتفع لا يمكنها النفاذ لبعض الانسجة، فقد تظهر اختبارات الحساسية مثلا تحسس العامل الجرثومي الممرض للمضاد حيوي معين ولكن هذا المضاد غير قادر على الوصول للمكان المستهدف في المعالجة او قد يصل ولكن بتراكيز غير علاجية.
  • طريقة اعطاء المضاد الحيوي: تلعب طريقة إعطاء المضاد الحيوي دور كبير في تحديد نجاح المعالجة حيث تختلف فاعلية المضادات الحيوية بحسب طرق اعطائها فبعض المضادات الحيوية غير ممتص او قليل الامتصاص من القناة الهضمية وبعض المضادات الحيوية التي تعطى لهدف علاجي عن طريق الفم يكون تأثيرها موضعي في الجهاز الهضمي فقط وذلك لكونها غير ممتصة او ممتصة بنسب بسيطة جدا لا ترقى للمستوى العلاجي كما هو الحال في النيومايسين وغيرها.
  • معرفة خصائص ومواصفات المادة الفعالة المستخدمة في العلاج ومن هذه الخصائص ما يعرف بالتوافر الحيوي للدواء: فعندما تعطى المادة الدوائية عن طريق الحقن الوريدي مثلا يكون التوافر الحيوي للدواء (100%) بينما يكون في حالات الحقن العضلي أقل من ذلك بقليل اما في حال المعالجة عن طريق مياه الشرب فيختلف التوافر الحيوي تبعا لعوامل عديدة ومنها نوع وطبيعة المضاد الحيوي المستخدم وبالتالي في حال المعالجة الفموية لابد من معرفة التوافر الحيوي للدواء من أجل ضمان وصول المضاد الحيوي الى التركيز العلاجي المطلوب.
  • عدم اكمال مدة العلاج المنصوح بها: وبالتالي عدم التخلص بشكل نهائي من العامل الجرثومي الممرض المسبب مما يمهد لحدوثة انتكاسة علاجية وربما بعترات قد تكون أكثر ممانعة ومقاومة لنفس الصاد الحيوي المستعمل في المعالجة او حتى لنفس الزمرة الدوائية التي ينتمي اليها المضاد الحيوي المستعمل.
  • التداخلات الدوائية والمشاركة غير الصحيحة والعشوائية:
    • التوافر الحيوي: من خلال زيادة فاعلية الامتصاص من الجهاز الهضمي (الكمية الممتصة ضمن الانبوب الهضمي) او التقليل من فاعلية الامتصاص من خلال احداث ترسيب للمادة الفعالة نتيجة الارتباط ببعض العناصر أو الشوارد (الكالسيوم مثلا).
    • استقلاب واطرح المواد الفعالة من خلال الكبد.
    • مقدار التنافس على الارتباط ببروتينات البلازما وبالتالي الفاعلية وسرعة الاطراح.
    • التضاد في مستوى الخلط (الكيميائي): وخصوصا في حال معالجات الدواجن واحداث تضاد كيميائي بخلط مركبات غير متوافقة من حيث الصيغ الكيميائية والحوامل.
  • مصدر المضادات الحيوية وجودة التصنيع: وهي تشمل نقاط كثيرة وعديدة ومنها مصدر المادة الأولية للمضاد الحيوي ونوعية المواد الحاملة والسواغات وطريقة التحضير والتصنيع للوصول الى المنتج النهائي وهذه الأمور تلعب دور كبير في تحديد جودة المنتج النهائي وضمان الحصول على الجرعة العلاجية المطلوبة من المضاد الحيوي المستخدم في العلاج.
  • التأخر في بدء المعالجة بالضاد الحيوي: ان المباشرة بالمضادات الحيوية في المراحل المبكرة يلعب دور كبير في نجاح المعالجة وخصوصا في بعض الأخماج غير العكوسة والتي تسبب عقابيل غير قابلة للشفاء كما في حالات الليستريا او الاجهاضات بمختلف مسبباتها.
  • عدم الاهتمام باختبارات الزرع والحساسية: حيث تلعب دور هام في تحديد العامل المسبب بدقة وتحديد المادة الفعالة الأنسب في المعالجة ومن خلالها يمكن استبعاد خيارات العلاج غير الصحيحة (وجود مقاومة بكتيرية) والتي قد تكون مكلفة وبلا جدوى علاجية.
  • مياه الشرب المستخدمة غير مناسبة وتحوي على نسب مرتفعة من الأملاح: لابد من التأكد من جودة المياه المستخدمة وخلوها من المعقمات والمواد الكيميائية او الشوارد التي ربما تعيق عمل المضادات الحيوية من خلال الارتباط بها وترسيبها كما في حال المعالجة للتراسيكلينات التي تميل للارتباط بشوارد الكالسيوم وتشكيل معقدات غير ممتصة من الامعاء وكذلك الأمر في حال استخدام المواد القاعدية.
  • قدرة بعض أنواع الجراثيم على تطوير آليات مقاومة لصادات حيوية: وقد تكون على مستوى النوع الجرثومي أو على مستوى عترة (سلالة) من النوع نفسه، كانت في الأساس كما هو الحال في أخماج المكورات العنقودية الذهبية متعددة المقاومة (MDRS).
  • المعالجة في ظروف رعاية سيئة: فلا يمكن الحصول على نتائج علاجية كاملة في حال ظروف التربية والرعاية السيئة كما في حال تذبذب درجات الحرارة او عدم ضبط درجة الحرارة المطلوبة للطائر وتعرض الطيور للبرد وكذلك في حال التكتيم (الضغط) وارتفاع نسب الغازات والغبار في الحظيرة تحافظ على وجود الإصابات التنفسية رغم المعالجة وذلك ان العامل المساعد والمسبب لايزال موجود وكذلك الأمر في حال الرطوبة المرتفعة في الحظيرة والتي تشكل البيئة المثالية لتكرار الإصابة بالكلوستريديوم والكوكسيديا.
  • المعالجة في حالات ضعف المناعة: تلعب مناعة الطائر دور كبير في مؤازرة المعالجة بالمضادات الحيوية ولا يمكن للطيور المجهدة مناعيا التخلص السريع والكامل من العوامل الممرضة وخصوصا في حال المضادات الحيوية الموقفة والتي تتطلب مؤازرة الجهاز المناعي للطائر لتخليص الجسم من العوامل الممرضة.
  • الإصابة بالأمراض الفيروسية الى جانب العدوى الثانوية: في حال وجود إصابة فيروسية فان المعالجة بالمضادات الحيوية سوف تساعد في كبح ومعالجة الإصابات الثانوية المرافقة فقط.
  • خلل الفلورا الطبيعية بعد المعالجة: حيث ان المضادات الحيوية المستخدمة في العلاج قد تساعد في التخلص من الجراثيم المسببة للحالة المرضية و لكنها قد تسبب قتل جراثيم الفلورا الطبيعية في جسم الطائر و التي تشغل جزء كبير من الأغشية الظهارية الطبيعية و تسهم بشكل كبير في رفع مناعة الطيور من خلال منع استعمار الجراثيم الممرضة لهذه الأغشية و بعض المعالجات القوية قد تسبب في قتلها و بالتالي اتاحة الفرصة للجراثيم الممرضة بإعادة استعمار مناطق مختلفة و بالتالي احداث المرض و غالبا ما تلاحظ هذه الحلات بعد انتهاء المعالجة كما يلاحظ في بعض الأحيان بدء الاسهال و خروج الاعلاف بعد انتهاء المعالجة. ومنها أيضا ظهور حالة سوء هضم الأعلاف وخروجها مع الزرق نتيجة لفقدان الفلورا المسؤولة عن تخمير المواد العلفية وتحليلها.
  • استخدام المضادات الحيوية في خزانات معدنية خلال فصل الصيف وغير معزولة حيث تكون درجات الحرارة مرتفعة وبالتالي تسهم في تخرب المادة الفعالة وخصوصا في حال ترك مياه المعالجة لفترات طويلة من النهار حيث يقوم بعض المربين باستخدام خزانات كبيرة تكفي لمدة 24 ساعة.
  • المشاركات الدوائية الخاطئة: بما فيها مزج العديد من المضادات الحيوية المحمولة على حوامل متضادة من الناحية الكيميائية او مزج مضادات حيوية تؤثر في بعضها البعض من حيث الامتصاص والاستقلاب والتوزع في الجسم والاطراح.

تعليق 1
  1. فدوى يقول

    ليش ليس هنالك امكانية التحميل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.