اللقاح, حفظ اللقاح, استعمال اللقاح, طرق اعطاء اللقاح

1٬869

ما هو اللقاح

اللقاح مادة حيوية معدة لاستحداث مناعة معينة لدى الجسم الذي يعطى كمية نظامية منه، له أنواع عديدة يختص كل منها بمرض معين، وأنواعه هذه في تقدم وازدياد مستمر مع تطور البحوث العلمية.

تصنع اللقاحات بطريقة فنية في المعامل المتخصصة بذلك، وتكون معبأة تحت شروط التعقيم التام، ضمن قوارير (حاويات ) زجاجية محكمة الإغلاق كي لا تتلوث فتفسد.

 

  تختلف اللقاحات عن بعضها البعض بالعديد من الامور منها التركيب و طريقة الاعطاء وطول المناعة الناتجة عنها. و بشكل اساسي يمكن ان نميز بين نوعين اساسيين من اللقاح وهما اللقاحات الحية واللقاحات الميتة. 

اللقاحات الحية هي عبارة عن اللقاحات المحظرة من عترات ضعيفة الفوعة او عترات مضعفة بشكل كبير ليتم استخدامها ضمن اللقاحات. واللقاحات الحية تضمن مناعة خلال ايام سريعة ولكنها لا تدوم لوقت طويل.

اما اللقاحات الميتة فهي اللقاحات التي تحضر من عترات مقتولة وهذا النوع من اللقاح يعطى غالبا بطريقة الحقن وهو يعطي مناعة طويلة الامد وغالبا يستخدم بقطعان البياض والامهات.     

 

تفتح العبوة عند التلقيح لتستعمل مباشرة وفق التعليمات الفنية الموضوعة من قبل المعمل المنتج، وتكون التعليمات المشار إليها أو بعضها ملصقة على حاوياتها أو مبينة في نشرات مرافقة لها.

يفيد بعض اللقاحات في عطاء المناعة ضد الأمراض الجرثومية مثل السالمونيلا ، الكوريزا .. ويفيد بعضها الآخر في التحصين ضد الأمراض الفيروسية مثل : شبه طاعون الدجاج، التهاب الشعب المعدي. وتكون المادة الرئيسية التي تدخل في صناعتها أما عوامل ممرضة حية لكنها مضعفة بطرق فنية أو ميتة أو منتجات هذه العوامل الممرضة (سمومها) او البروتينات.

 

أولاً: حفظ اللقاحات

اللقاحات عادة وعلى الأخص الفيروسية منها، مرهفة الحساسية، تتطلب عناية دائمة وحرصاً دقيقاً على توفير الشروط اللازمة لصيانتها والحيلولة دون فسادها وتلفها.

1-  أن تحفظ في الجو الملائم لاستمرار فاعليتها ، ويبين وأهم هذه الشروط هي: عادة ما يلائم كل لقاح في التعليمات المرافقة له، ويشترط غالباً حفظ اللقاحات في برودة مناسبة، سواء عند التخزين أو النقل أو الاستعمال. فعند التخزين يمكن تأمين ذلك بواسطة الثلاجة ( الكهربائية أو المبردة بالثلج) أما أثناء النقل فتستخدم الثلاجات الحقلية، وهي عبارة عن أوعية بلاستيكية أو معدنية مجهزة بجيوب يعبأ فيها الثلج من أجل تبريد ما يوضع ضمن الثلاجة.

وعند عدم توفرها، توضع زجاجات اللقاح المنقول ضمن غلاف نايلون أو في وعاء، ثم توضع مع غلافها، أو الوعاء الذي يحتوي عليها ضمن وعاء أكبر فيه ثلج يغمر به الوعاء الأصغر من جميع جوانبه. ويحكم الإغلاق كي لا يتعرض الثلج أو اللقاحات للهدر أثناء الحركة أو النقل.

2-    أن تطبق بدقة تامة التعليمات الفنية الخاصة بها.

3-    أن يراعى حفظها بعيدا ً عن النور، عند اشتراط ذلك في التعليمات.

4-    أن لا تفتح القوارير التي تحتوي على اللقاح إلا عند الاستعمال مباشرة كي لا تتعرض للتلوث والفساد.

 

ثانياً: استعمال اللقاحات

تراعى عند استعمال الملاحظات التالية:

1-  لكل لقاح عمر معين تنقضي فاعليته بانتهائه، لذلك ينبغي الانتباه جيداً إلى تاريخ انتهاء فاعلية اللقاح، بحيث يستعمل قبل انقضائها.

2-  يلحظ عدم تعرض اللقاح للمؤثرات التي تفقده الفاعلية، كي يكون استعماله مجدياً في تحقيق أهداف التحصين والوقاية، وتراعى على الأخص الاحتياطات التالية:

        ‌أ- عندما يحل اللقاح في الماء الفيزيولوجي المهيأ للحقن أو العادي النظيف المعد للشرب ينبغي استعماله دون تأخير لأنه لايعمر طويلاً بعد الحل، بل يفسد خلال فترة قصيرة، ويصبح غير صالح للاستعمال.

       ‌ب-  يصطحب اللقاح إلى الحقل ضمن أوساط مبردة محفوظة يختارها الفنيون البيطريون حسب الإمكانيات المتاحة بما يؤمن المحافظة على اللقاح مبرداً لحين بدء الاستعمال ويراعى حفظه أثناء الاستعمال الحقلي بعيداً عن النور والحرارة والتلوث.

       ‌ج- لا تستعمل المواد المعقمة مع اللقاح لأنها تتلفه، ويلحظ ذلك على الأخص عند استعمال اللقاحات التي تعطى عن طريق الشرب، حيث ينبغي عدم وضع مواد معقمة في المياه التي سيحل بها اللقاح.

3-    تطبق التعليمات الفنية الخاصة المتعلقة باللقاح.

 

ثالثاً: طرق إعطاء اللقاحات

1- الحقن:  الحقن هو إدخال جرعة نظامية من اللقاح إلى نسيج معين في الجسم كي تمتص وتحدث آثارها الوقائية. ويجري باستعمال محاقن فنية تؤمن بواسطتها الغاية المطلوبة وتكون هذه المحاقن مجهزة في مقدمتها بإبر فولاذية لاتصدأ، قابلة للتبديل.

 وهي مختلفة الأشكال والأنواع وفق الغرض الذي ستعمل من أجله. فبعضها للحقن في النسيج العضلي، وآخر للحقن تحت الجلد، ومنها ما يستعمل خصيصاً للحقن في الأدمة. ويحتاج حقن اللقاحات إلى جهد كبير عندما يكون عدد الحيوانات التي يطلب تلقيحها كبيراً.

فمن الصعب بمكان ليس عملياً ، تلقيح عشرات ألوف الدواجن مثلاً وضبط الجرعات النظامية لكل واحدة منها بواسطة محقن عادي.  لذلك فإن تلقيح مثل هذه الأعداد الكبيرة يكون باستعمال محاقن آلية ذاتية الحركة Automatic multidose syringe تفيد في إجراء التلقيح المتعدد المتوالي.

 

  • التحصين عن طريق الحقن بعضلة الصدر

وتراعى عن إجراء التلقيح بهذه الطريقة الملاحظات التالية:

            ‌أ-   يمنع الماء عن الطيور مدة لاتتجاوز ساعة واحدة إذا كان الطقس حاراً تمتد إلى ساعتين حسب تدني درجة حرارة الجو. وتراعى الدقة التامة في ذلك ، لأن الدجاج وخاصة البياض يتأثر كثيراً بالعطش، فلايجوز أن يمنع عنه الماء أكثر من المادة المبينة أعلاه، لأن ذلك يؤثر على الإنتاج فيظن وهماً بأن اللقاح قد أثر على إنتاج الدواجن ، بينما يكون مرد ذلك في الحقيقة إلى الخطأ في تقدير الزمن الكافي للتعطيش أو الخطأ في ضبط توقيت بدئه وانتهائه.

           ‌ب-  يحل اللقاح في ماء نقي (صالح لاستهلاك الإنسان) وفقاً للنسب النظامية المقررة في تعليمات استعماله ليقدم مباشرة (بعد الحل) إلى الدواجن العطشى التي ستلقح. ويلاحظ ضرورة استعمال اللقاح المحلول في الماء فترة لاتتجاوز ساعتين على الأكثر بعد الحل.

           ‌ج-  يحظر وضع المعقمات أو المضادات الحيوية في الماء الذي يحتوي على اللقاح لأن اللقاح وعلى الأخص إذا كان يحتوي على العوامل الممرضة الحية المضعفة سيتأثر ويتلف بهذه المواد.

            ‌د-       يخصص عدد كافي من المناهل اللازمة لإسقاء جميع الدواجن في وقت واحد.

            ‌ه-   تستعمل اللقاحات الفيروسية بحرص وعناية، ويلحظ بأن بعضها يؤثر على صحة الإنسان، وقد تحدث آثاراً غير مرغوبة إذا أسيء استعمالها أو إذا انتشرت في الحقل.

ويراعى على الأخص إجراء مايلي:

1- تنظيف الأيدي بعد انتهاء التلقيح، ويحرص بصورة خاصة على عدم وصول لقاح شبه طاعون الدجاج إلى أعين الإنسان.

2-   العمل بتأني وهدوء وعدم الاستعجال، ومراعاة لأصول فنية في جميع مراحل العمل.

3- بعد الانتهاء من التلقيح تطهر أو تتلف فنياً عبوات اللقاح (القوارير، الحاويات، وأغطيتها..) تفادياً لانتشار المرض عن طريق البقايا التي تحملها الأوعية. 

 

  • التحصين بالحقن تحت جلد الرقبة

وتجمع بين المزايا التالية:

                      ‌أ- تجهيزها بخزان يستوعب كميات كبيرة من اللقاح المعد للحقن

                   ‌ب- قدرتها على معايرة الجرعة النظامية اللازمة للتلقيح آلياً بصورة ذاتية بعد كل تلقيح.

                    ‌ج- سهولة الاستعمال وعدم التعقيد.

فمثل هذه المحاقن الآلية لا يتطلب استعمالها سوى ملء الخزان باللقاح وتعيير مقدار كل زرقة قبل بداية العمل ومن ثم مباشرة التلقيح بإيلاج إبرة المحقن في النسيج المقصود وفقاً لتعليمات اللقاح وعند وصول الإبرة إلى الهدف يجذب زناد المحقن بواسطة أصابع اليد باتجاه المقبض حتى ينقبض عليه.

فإذا انتهى الزرق تبسط الأصابع فيعود الزناد إلى وضعه الطبيعي بتأثير النابض الذي يبعده عن المقبض، ويمتص المحقن من الخزان أثناء العودة هذه ، جرعة نظامية جديدة مهيأة للحقن في عضلة جديدة ويتوالى العمل على هذا النحو بصورة آلية..

 

3-  التلقيح بطريقة الوخز:  يمكن إدخال اللقاح إلى الجسم بهذه الطريقة عندما تكون الجرعة النظامية المطلوب إعطاؤها إليه كافية بكميات بسيطة وفق ما تقضي به تعميمات اللقاح، ومثال ذلك التلقيح ضد الدفتريا الجدرية عند الطيور حيث تستعمل لهذه الغاية إبرة ذات فرعين عند طرفها المهيأ لاختراق النسيج.

ويكون التلقيح بأن يحضر محلول اللقاح والطيور التي سيجري تلقيحها، ومن ثم يغطس فرعا طرف الإبرة فيها ليوخز بهما الطرف الغشائي من الجناح وتتكرر العملية على هذا النحو حتى يتم تلقيح كافة طيور القطيع.

 

4-  التلقيح بطريقة التخريش:  تستعمل هذه الطريقة عند الحيوانات للتلقيح ضد جدري الغنم، وتجري على وجه الإلية الأنسي الخالي من الصوف وذلك بتخريش سطح الجلد بواسطة مبضع معقم وأداة مخرشة، (بعد تنظيف الموضع وتطهيره). ومن ثم وضع اللقاح على المكان المخرش.

إلا أن هذه الطريقة قليلة الشيوع (الانتشار) ، ويغلب الإجراء بطريقة الحقن في الأدمة بديلاً عنها.

 

5-  التلقيح عن طريق جهاز الهظم (بواسطة ماء الشرب) :  تكاد تكون هذه الطريقة خاصة بالدواجن، حيث يمكن بواسطتها تلقيح عدد كبير من الدواجن دون الحاجة إلى مساعدات كبيرة في إنجاز العمل. كما أن هذه الطريقة لا تستدعي الإمساك بالدواجن على التوالي، وتوفر ما ينشأ عن ذلك من هياج واضطرابات في المدجنة.

 

5 –  التلقيح عن طريق التقطير بالعين :  تستخدم بشكل فردي وتحتاج الى جهد ووقت طويل ويتم اللجوء لهذا النوع من التلقيح عند وجود أعداد قليليه من الطيور غالبا او لتلقيح طيور الزينة.

 


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.