تأثير طول فترة الإضاءة على إنتاج البيض
التغيرات الموسمية فى إنتاج البيض معروفة جداً. فطول النهار والتغيرات فيه تعتبر العامل الرئيسي فى الصفات المميزة لموسم التزاوج ( Breeding Season ) و اختلافها من نوع لآخر وزيادة طول النهار عامة ينشط إنتاج البيض فى الطيور.
فتركيز هرمون LH فى بلازما الدم يظل منخفضاً عندما يكون طول النهار ( أو طول الفترة الضوئية ) أقصر من المفروض بالنسبة لنوع معين من الدجاج، وعندئذ لا يبدأ الدجاج فى وضع البيض أو يتوقف عن وضع البيض .
وزيادة طول النهار عن حد معين يطلق عليه الحد الحرج (Critical day length ) ينشط إفراز هرمون LH وبالتالي إنتاج البيض. ويزيد إفراز الهرمون بزيادة طول النهار أو الفترة الضوئية حتى يصل إلى مرحلة لا يزيد فيها إفراز الهرمون أكثر من ذلك وتسمى بحد التشبع ( Saturation day length ).
وعلى ذلك فالطائر يستجيب لأي زيادة فى طول النهار أو الفترة الضوئية عندما تكون أكثر من الحد الحرج وأقل من حد التشبع .
ويعرف المجال بين الحد الحرج و حد التشبع بالمدى الحدي (Marginal day length) ويبلغ حوالي 10 – 14 ساعة فى الدواجن .
وعند تعويد الدجاج لأيام عديدة على فترة ضوئية أطول من الحد الحرج أو من حد التشبع يؤدى فى النهاية إلى تغيير فى قيمة الحد الحرج وحد التشبع بالزيادة ( اى زيادتهما عن 10 أو 14 ساعة ) ويطلق على هذا الجنوح أو العصيان الضوئي النسبي ( Relative photorefractoriness).
و بعض أنواع الدواجن مثل الرومي لا تستجيب مطلقاً لأي زيادة فى الفترة الضوئية و يظل الحد الحرج و حد التشبع ثابتين مهما تم تعريض الطيور لفترات مختلفة، و يطلق على ذلك الجنوح العصيان الضوئي المطلق.
وتفهم ظاهرة العصيان الضوئي (Photorefractoriness ) مهمة في رعاية القطعان التجارية لإنتاج البيض، حيث ن حصول الطائر على الفترة الضوئية الصحيحة يساعد على أعلى إنتاج للبيض .
وعلى ذلك فنظم الإضاءة المتبعة يجب أن تتفق مع طبيعة نوع الطيور من حيث إذا كان نسبى أو مطلق الاستجابة للضوء. و يمكن الاستفادة من هذه الظاهرة ( الجنوح المطلق ) فى حالة الرغبة فى تأخير النضج الجنسي للرومي ( للحصول على فترة نمو أطول ) .
حيث أن بدريات الرومي لا تصل أبدا إلى النضج الجنسي الكامل ما لم يصل طول النهار إلى الحد الحرج . وعلى ذلك يمكن التحكم فى عدم بدء بدريات الرومي إنتاج البيض بتقصير طول النهار عن الحد الحرج، حتى يصبح حجمها ووزنها مناسب لإنتاج البيض والدخول فى موسم تفريخ ناجح.
وعلى ذلك فانه يمكن إدخال قطيع الرومي بسرعة في الإنتاج بإطالة الفترة الضوئية إلى حد التشبع ( 14 ساعة ) حيث يبدأ الرومي بعد عشرة أيام تقريباً فى وضع البيض .
ولا فائدة ترجى من زيادة الفترة عن 14 ساعة. وكما أن الرومي مثلا لحالة الجنوح المطلق، فإن الدجاج مثل للجنوح النسبي. فبدريات الدجاج ستصل إلى النضج الجنسي حتى ولو كان طول النهار قصيراً.
ولا يمكن التحكم فى عدم وضعها للبيض عن طريق الإضاءة فقط . ولكن يمكن التحكم فى تأخير النضج الجنسي للدجاج بتحديد كل من كمية الغذاء وطول فترة الإضاءة .
فالدجاج الذى يقضى فترة الرعاية تحت طول فترة إضاءة حدية أو فى المدى الحدي يمكن دفعه إلى النضج الجنسي بسرعة بمجرد إطالة الفترة الضوئية .
وقد وجد أن الدجاج يستجيب لإطالة فترة الضوء عن المدى الحدي ( 10: 14 ساعة ) بحيث يمكن أن يعطى أعلى إنتاج عند طول فترة إضاءة حوالي 17 ساعة.
وسلالات دجاج إنتاج البيض عادة تقضى فترة الرعاية عند طول 8 ساعات / يوم ، ثم يزاد طول الفترة الضوئية عندما يصبح الدجاج فى عمر مناسب لإنتاج البيض ، حيث تزاد طول الفترة الضوئية بمعدل 0.5 ساعة كل أسبوع، وتتوقف هذه الزيادة عندما نصل إلى 17 ساعة ضوء / يوم.
ويتم إسكان الطيور عادة فى مساكن إما تسمح بدخول الضوء الطبيعي أو نتحكم فى الضوء بداخلها.