تحضير و اعداد الفرشة المثالية لحظائر الدواجن
الدكتور محمد المسالمة
تعتبر فرشة الأرضية في حظائر الدواجن احد عناصر التربية الأرضية و ذات أهمية بالغة لا يمكن الاستغناء عنها من أجل نجاح التربية.
تقوم المهمة الأساسية لفرشة ارض الحظيرة على امتصاص الرطوبة الناتجة عن زرق الطيور و الرطوبة الجوية الزائدة و الرطوبة التي تنتج عن خطوط مياه الشرب و المشارب.
اما الدور الثاني للفرشة فهو تحقيق طبقة لعزل الطيور عن الأرضية و تشكيل طبقة عازلة تحميها من التبادل الحراري مع ارضية الحظيرة و منع انتقال برودة الارضية الى الصيصان في فترة الحضانة.
اما الدور الثالث للفرشة فهو منع الاحتكاك المباشر لأرجل الطيور و أجسامها مع الارضية الصلبة و تشكيل ما يشبه السجادة التي تمتص جزء من وزن الطيور على الارضية.
و بالتالي يمكن ايجاز أهمية الفرشة بالنقاط التالية:
- حمل الزرق و تحليله.
- التخفيف من الأثار السلبية لتراكم زرق الطيور.
- مادة عازلة تعزل الطيور عن الرطوبة و البرودة عن أرضية الحظيرة.
- امتصاص الرطوبة الزائدة.
- يمكن استخدامها بعد انتهاء دورة التربية في تحقيق جزء من ايرادات التربية و لتغطية بعض التكاليف الجانبية حيث تباع كسماد عضوي ذو قيمة عالية.
و لكي تقوم الفرشة بدورها في امتصاص الرطوبة لابد من ان تكون جافة تماما و من خامات جيدة و هنالك العديد من المواد التي يمكن ان تستخدم في فرش الارضية و منها:
- القش.
- نشارة الخشب (الناعمة – الخشنة).
- التبن.
و يفضل معظم العاملين في تربية الدواجن استخدام نشارة الخشب الصفراء الجافة و يتم وضعها بسماكة تختلف بحسب درجات الحرارة في الوسط الخارجي و نوع الأرضية و وجود عزل اما لا و لكن يوصى غالبا بفرش الارضية بنشارة الخشب الجافة تمام وفق التالي:
- الصيف : سماكة (5-8) سم.
- الشتاء: سماكة (10-12) سم.
يجب ان يتم فرش النشارة الخشبية بشكل متجانس في ارضية الحظيرة بحيث لا تشكل اي تفاوت بالسماكات (ارتفاعات) كما يجب التأكد من فرش الزوايا و حواف الجدران بشكل مناسب. و يجب الانتباه الى خلو المواد المستخدمة من العفونة و النموات الفطرية و الرطوبة.
كما يجب ان نتأكد من خلو الفرشة من القطع الخشبية المختلفة او من القطع المعدنية (المسامير) و من اجل التأكد من خلو الفرشة من القطع المعدنية يتم ربط مغناطيس بخيط و تمريرة على كامل مساحة التحضين ليتم جمع المسامير من ارض الحظيرة و كذلك الأمر عند اجراء التوسيع في ارض الحضيرة.
ويجب الحرص على فحص الفرشة بشكل مستمر لتقدير نسبة الرطوبة فيها و ذلك ان ارتفاع نسبة الرطوبة في الفرشة قد يؤدي دور عكسي على الحالة العامة للطيور و يسبب العديد من المشاكل المرضية.
نسبة الرطوبة في الفرشة خلال التربية يجب ان تتراوح فقط بين 25-30 % .
و اذا زادت الرطوبة عن هذه القيم تصبح الفرشة رطبة و يمكن الاستدلال على درجة رطوبة الفرشة من خلال اخذ حفنه منها براحة اليد و الضغط عليها بالاصابع فاذا شكلت كتلة غير متفككة تكون الرطوبة مرتفعة فيها و يجب العمل على خفض رطوبتها أما اذا تفككت بسرعة فتكون رطوبتها مقبولة.
و كما أشير سابقا يمكن استخدام أنواع مختلفة كفرشة في حظائر الدواجن و منها:
- التبن: كان يستخدم بشكل شائع في السابق لرخص ثمنه و توفرة بكثرة و هو يمتاز بقدرة امتصاص ممتازة حيث يمتص كل 100 كغ من التبن ما يقارب 250 كغ من الماء. و لكن يعاب عليه ميولة لتشكيل كتل و الواح جافة و تتشكل الفطور عليه بشكل سهل. و يستخدم التبن كما يلي:
15 كغ من التبن من اجل فرش مساحة 10 م2 بسماكة 5 سم.
30 كغ من التبن من اجل فرش مساحة 10 م2 بسماكة 10 سم.
45 كغ من التبن من اجل فرش مساحة 10 م2 بسماكة 15 سم.
- نشارة الخشب الخشنة: و هي الأكثر شيوعا و استخداما في تربية الدواجن و يفضل استخدام
نشارة الخشب الصفراء الذهبية و تجنب استخدام نشارة الخشب الملونة (الحمراء – البنية) كما يجب ان نتجنب استخدام نشارة الخشب الأخضر لأنها مرتفعة الرطوبة كما يعاب عليها وجود الشظايا و القطع الخشبية و وجود المسامير والتي تكون مميتة اذا ما تم ابتلاعها. ان استخدام نشارة الخشب الخضراء تسهم في انتشار الفطور في الحظيرة و يمكن استخدام نشارة الخشب الخشنة بعد خلطها بالتبن. و يكفي كيس من النشارة من اجل فرش 4 م2 من مساحة الحظيرة.
- نشارة الخشب الناعمة: و لها قدرة امتصاص عالية و لكن يعاب عليها امكانية تشكيل غبار ناعم يسهم في اصابات تنفسية في الطيور كما انها تتناثر بسهولة فوق الاعلاف و بالتالي
تختلط معها و تتناولها الطيور و بالتالي قد تحدث مشاكل هضمية لغناها بالألياف غير المهضومة و من الممكن استخدام اجزاء منها بعد خلطها مع نشارة الخشب الخشنة من اجل الحصول على كفاءة امتصاص جيدة.
- القش: و يستخدم في الدول الاوروبية لتوفره بكميات كبيرة و له قدرة امتصاص جيدة و يجب ان يكون جاف بشكل كامل.
ان عمق الفرشة يعتمد على مجموعة عوامل منها:
- المواد المستخدمة: فاذا كانت المواد المستخدمة من خامات جيدة و جافة و شديدة الامتصاص يمكن استخدام كميات أقل و سماكة أقل و خصوصا اذا سمحت درجات الحرارة بذلك (خلال فصل الصيف).
- موسم التربية: حيث تستخدم الفرشة بسماكات أكبر في فصل الشتاء حيث تكون الرطوبة مرتفعة و درجات الحرارة منخفضة و يفضل عزل الصيصان بكميات اضافية من النشارة لتجنب تعرضها لبرودة الارضية. بينما يمكن ان تكون السماكة أقل في فصل الصيف.
- وزن الطائر: حيث تشكل الفرشة طبقة حماية بين الارضية و جسم الطائر و السلالات الثقيلة قد تتعرض لضغط كبير من الارضية و تشوه في عضلات الصدر (صفات الارضي).
- نوع الطيور: حيث تربى سلالات اللحم لدورة تربية قصيرة (35-45) يوم بينما يحتاج الدجاج البياض (80) اسبوع من التربية تقريبا و دجاج الامهات (62-70) اسبوع من التربية و بالتالي ستكون سماكة الفرشة أكبر بكثير نتيجة اضافة كميات اضافية من النشارة للتخلص من الرطوبة و تشكيل طبقة عازلة تتناسب مع ذلك.
يجب ان يتم مراقبة الفرشة و رطوبتها في كامل ارجاء الحظيرة يتم تعويض السماكة و استبدال الاجزاء الرطبة او اضافة كميات اضافية من النشارة حسب الحاجة.
و من أجل المحافظة على جفاف الفرشة لابد من الاجراءات التالي:
- تقليب الفرشة و خصوصا في حال وجود رطوبة منخفضة في احد النقاط مع الانتباه الى عدم تقليب الفرشة الجافة و الناعمة خوفا من اثارة الغبار لان ذلك قد يسبب مشاكل تنفسية.
- اضافة كميات اضافية من النشارة الى ارضية الحظيرة من اجل تعويض المناطق التي يحدث فيها نقص في سماكة الفرشة نتيجة لحركة الطيور و النكش فيها.
- رش حبوب الشعير و خصوصا في تربية البياض و الامهات يحفز الطيور على تناول حبات الشعير و نكش الفرشة و تحريكها و هذا يسهم في تقليبها.
- في حال وجود بلل في اي جزء من الفرشة يجب العمل مباشرة على ازالة هذه الاجزاء المبتله و تعويضها بنشارة خشب جافة.
- في حال ارتفاع رطوبة الفرشة خلال فصل الشتاء يمكن اضافة طبقات اضافية من النشارة القديمة من اجل رفع القدرة على امتصاص كميات أكبر من الرطوبة.
- في حال ارتفاع الرطوبة في الحظيرة فيتم العمل على رفع كفاءة التهوية و زيادة معدلات التهوية للتخفيف من الرطوبة في جو الحظيرة و سحب رطوبة الفرشة.
- يضاف الكلس المطفئ اسبوعيا في الشتاء و كل اسبوعين في الصيف بمعدل 5 كغ من الكلس المطفأ لكل 100 م2 من الفرشة العميقة. و يجب الانتباه الى عدم اثارة الغبار عند خلط الكلس و العمل على تشغيل المراوح بطاقة قصوة (الحظائر المغلقة) من اجل سحب كميات الغبار المتشكلة في جو الحظيرة. او فتح الشبابيك (الحظائر المفتوحة) و ذلك لتجنب المشاكل التنفسية في القطيع. و يمتاز الكلس المطفأ قدرة على امتصاص الرطوبة و الروائح و خصوصا النشادر التي تتشكل نتيجة لتحلل الزرق.
- يمكن اضافة السوبر فوسفات بمعدل 50-100 غ/م2 مرة كل اسبوع في الشتاء و مرتين كل اسبوع في الصيف و السوبر فوسفات يرفع من قيمة الفرشة كسماد لانة يحفظ نسبة النتروجين في الزرق و يمنع تحللها و تطايرها في الهواء على شكل امونيا.
اما مشكلة أكل الفرشة فلها اسباب عديدة و منها:
- عدم اعطاء الطيور مساحة كافية من المعالف.
- عدم تقديم العلف للطيور لفترة طويلة (التجويع).
- تقديم علائق غير متزنة.
- وجود التهابات معوية.
- استخدام نشارة ملونة (احمر – بني).
و هنالك مجموعة من العوامل التي تزيد رطوبة الفرشة و يجب معالجتها بأسرع وقت للتخلص من رطوبة الفرشة المفرطة و هي:
- استخدام مشارب تقليدية ارضية.
- تربية الطيور بكثافة عالية في وحدة المساحة.
- وجود خلل و تسريب من خطوط مياه الشرب.
- اصابة الطيور بالالتهابات المعوية و الإسهالات.
- وجود رطوبة جوية عالية في منطقة التربية.
- عدم عزل ارضية الحظيرة بشكل جيد.
- التهوية غير كافية.
- تسرب مياه الامطار لداخل الحظيرة.
- نوعية الاعلاف غير جيدة و غير متوازنة.
اما فيما يخص مواعيد التخلص من الفرشة :
- من الممكن ان نضطر الى تبديل اجزاء من الفرشة بمساحات كبيرة في حال وجود بلل كبير في الفرشة او تسرب مائي حيث يتم ازالة كامل المساحات الرطبة و يوضع بدلا عنها فرشة جديدة جافة.
- في مزارع الدجاج البياض و الامهات فيتم ازالة الفرشة في نهاية دورة الانتاج.
- من الممكن ان يتم استبدال الفرشة بشكل كامل في حال اصابة القطيع بأحد الامراض الشديدة و التي صعب السيطرة عليها و بالتالي تعقيم الحظيرة واضافة فرشة جديدة بشكل كامل.