داء المفطورة أو الميكوبلازما
الميكوبلازما
هي عبارة عن أحياء دقيقة بدائية النواه تخلو من الجدار الخلوي و تقع ضمن مجموعة كبيرة من الأنماط المصلية, ثلاث أنماط منها ذات أهمية كبيرة في قطاع و صناعة الدواجن و بشكل خاص الميكوبلازما التنفسية التي تسبب خسائر كبيرة في قطاع دجاج اللحم بشكل خاص و قطاع الدواجن بشكل عام.
أولا. الميكوبلازما جاليسبتكم (M. gallisepticum)
تصيب بشكل أساسي الدجاج العادي و الدجاج الرومي و الطاووس و الفازان و العديد من الطيور الأخرى و تؤدي إلى المرض التنفسي المزمن (CRD) أو مرض الأكياس الهوائية.
يتصف المرض بأعراض تنفسية تنتشر في القطيع ببطء و تستمر لعدة أسابيع و تزداد شدتها في حالات الإجهاد الفصلي (الشتاء) و الإصابة الفيروسية (مرض النيوكاسل و التهاب القصبات المعدي) و الأمراض الجرثومية الأخرى (الاشريشيا كولي) و الأمراض الفطرية المختلفة.
تنتقل العدوى عن طريق البيض من الفرخات المصابة بالإضافة إلى انتقالها بين الصيصان أفقيا عن طريق الهواء و العلف و الماء …الخ. تحدث الإصابة في دجاج اللحم بعمر 3-8 أسابيع عادة و تكون الأعراض اشد مما يحدث في الدجاج البياض البالغ.
الأعراض الإكلينيكية مشابهة للعديد من الأمراض التنفسية (النيوكاسل و التهاب القصبات). تعاني بعض الطيور في بداية المرض من صعوبة في التنفس و سعال و عطاس و خرخرة و افرازات أنفية و عينية.
تتميز الإصابة في دجاج الرومي على شكل تورم و التهاب الجيوب تحت الحجاج. يرافق المرض عادة انخفاض معدلات استهلاك العلف و هزال و تباين في الأحجام. و في الدجاج البياض يستمر انخفاض معدل إنتاج البيض لعدة أسابيع مع نسبة نفوق غير عادية. يلاحظ ببعض الجائحات حدوث التهاب القرنية و الملتحمة بعمر أربعة أسابيع.
تظهر الإفرازات الأنفية و مفرزات عينية رغوية في الدجاج الرومي قبل الأعراض المميزة على شكل تورم الجيوب جنيب الأنفية مع إغلاق جزئي أو كامل للعين. يحصل التهاب الدماغ بعمر 16-21 أسبوع في قطعان التربية على شكل التواء الرقبة و تشنج ظهري.
تشريحيا يلاحظ في بداية الإصابة التهاب نزلي في الممرات الأنفية و جنيبها و في الرغامى و القصبات و الأكياس الهوائية.
تزداد سماكة الأكياس الهوائية و ويحدث فرط تنسج لمفاوي في جدرانها كما تحوي على نضح تجبني أصفر عكر.
و يحصل في الحالات المتقدمة التهاب التامور و التهاب حول الكبد الفبريني أو الفبريني القيحي بالإضافة لذلك يوجد التهاب القناة الناقلة للبيض (البوق).
التجويف الداخلي لطائر مصاب بالميكوبلازما جاليسبتكم. تكون الآفات العيانية أكثر وضوحا في الدجاج الرومي و تترافق الإصابة غالبا بالتهاب الأكياس الهوائية (المؤشر الأصفر) و التهاب رئوي.
ثانيا. الالتهاب الزليلي الخمجي (Infectious synovitis)
هو مرض خمجي حاد و قد يكون مزمنا يصيب الدجاج و الدجاج الرومي و يؤدي إلى التهاب الأغشية الزليلية للمفاصل و أغمده الأوتار. يتسبب المرض بالمفطورة الزليلية (M. synviae).
ينتقل العامل الممرض عادة عن طريق الجهاز التنفسي بين أفراد القطيع ببطيء مع أو بدون أعراض تنفسية و تبقى العديد من القطعان الفاقسة من أمهات مخموجة خالية من الإصابة.
تظهر الصورة التهاب الجراب تحت الجلدي (الالتهاب الزليلي الخمجي) في منطقة القص في فرخة بياض بعمر تسعة أسابيع مع فقدان الحالة الصحية العامة للطير. من الجدير بالذكر أن الميكوبلازما الزليلية (M. synviae) قد تترافق مع أمراض الجهاز التنفسي المعقد في دجاج اللحم و عادة تتواجد في هذه القطعان أفات مفصلية و آفات في الجراب القصي.
أكثر الأعمار المعرضة للإصابة في الدجاج من أربعة إلى ستة عشر أسبوعا و في دجاج الرومي من عشرة أسابيع إلى أربعة و عشرين أسبوعا.
تحدث المفطورة الزليلية في معظم الأحيان إصابة الممرات التنفسية العلوية بشكل تحت إكلينيكي كما تؤدي لخمج الأكياس الهوائية عندما ترافقها الإصابة بالنيوكاسل أو التهاب القصبات الخمجي أوو كلاهما و قد تصبح الإصابة جهازية و تؤدي إلى الالتهاب الزليلي الخمجي.
الإصابة ناتجة عن المفطورة الزليلية. يكون أحيانا تورم وسادة القدم (القدم الوسطى و اليسرى) في دجاج اللحم عرضا واضحا جدا. و عادة هنالك تورم في مفصل العرقوب و مفصل الجناح. تحدث في هذه الحالة انتقال الميكوبلازما عن طريق البيض كما هو الحال في المفطورات الأخرى. لذا يجب إثبات التشخيص بحذر سواء عن طريق الاختبارات المزرعية أو المصلية.
أولى علامات الإصابة بهتان العرف و عرج و إعاقة النمو و في الحالات المتقدمة يلاحظ انتفاش الريش و انكماش العرف و تحول لونه أحيانا إلى الأحمر المزرق مع هزال و تجفاف.
و غالبا ما يتغير لون الزرق إلى اللون الأخضر مع كميات من حمض اليوريك أو اليورات.
من الأعراض الهامة أيضا تورم المنطقة حول المفاصل و خاصة العرقوب ووسادة القدم ثم تصبح الطيور خاملة و تميل للاستراحة على الفرشة مما يؤدي إلى التهاب الجراب.
يتبع هذه الأعراض شفاء بطئ و قد تبقى مشاكل الالتهاب الزليلي حتى نهاية عمر القطيع.
يؤدي الخمج الحاد في الدجاج البياض بالميكوبلازما الزليلية إلى حدوث نضحة التهابية في وسادة القدم و من مميزات النضح الالتهابي هذا أنه لزج متمسك.
و على النقيض قد تغيب الأعراض في الطور الحاد أو لا تلاحظ و يبقى في القطيع بعض الطيور المصابة بشكل مزمن.
يلاحظ في الصور اعلاه النضحة في مفصل الجناح الملتهب و المفتوح نتيجة للإصابة بالميكوبلازما الزليلية. يشاهد التهاب مفصل الجناح أحيانا في أخماج المكورات العنقودية. لكن يجب الاشتباه بالالتهاب الزليلي الخمجي دائما عند مصادفة هذه الآفات في مفصل الجناح بشكل متكرر مترافقة مع التهاب الجراب القصي.
يكون النضح الالتهابي في بداية الإصابة لزجا و بلون رمادي إلى كريمي في الأغشية الزليلية للمفاصل و أغمده الأوتار مع تضخم الكبد و الطحال و الكلى و تبقعها.
يتحول النضح الالتهابي مع تقدم الحالة إلى نضح تجبني في المفاصل و اغمده الأوتار و قد يمتد إلى العضلات المحيطة و إلى الأكياس الهوائية. و مع الوقت تبدو الأسطح المفصلية (العرقوب و الكتف) رقيقة و منقرة.
ثالثا. التهاب الجيوب الخمجي (Infectious sinusitis)
يصيب هذا المرض أساسا دجاج الرومي و تسببه المفطورة ميليغريدس (M. meleagridis). و يعد من الأمراض التي تنتقل عن طريق البيض بدون آفات في الجهاز التناسلي للبالغين. تضع أمهات الدجاج المخموجة بعض البيوض المحتوية على العامل الممرض و الصيصان الفاقسة تنشر العدوى للطيور الأخرى عن طريق الجهاز التنفسي.
كما تتوضع الجراثيم (الميكوبلازما) في مذرق الذكور أو في القضيب و بذلك يشكل السائل المنوي عامل نقل للعدوى.
أكثر القطعان المعرضة للإصابة تكون بعمر شهرين إلى أربعة اشهر و يستمر فيها المرض من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. على الرغم من عدم وجود انخفاض في الإنتاج لكن تنخفض نسبة الفقس بسبب ارتفاع نفوق الأجنة كما تنخفض الكفاءة التحويلية للصيصان.
يسبب الخمج بالميكوبلازما ميليغريدس ضعف النمو و قلة ترييش و التهاب الأكياس الهوائية و حثل غضروفي و إسهال. يعاني هذا الطائر الرومي من تقوس تشوهي في مفصل العرقوب.
الأعراض التنفسية نادرة الحدوث في الصيصان الفاقسة المخموجة من بيض يحوي المفطورة بالرغم من وجود التهاب الأكياس الهوائية بنسبة عالية فيها. بالإضافة لذلك فان نسبة الخمج في الطيور البالغة عالية لكن تبقى الأعراض غير ظاهرة.
تعمل هذه المفطورة مع المفطورة أيوا (M. iowae) على إحداث التهاب الأكياس الهوائية الشديد و مع المفطورة الزليلية في إحداث التهاب الجيوب.
احدى الملامح غير الثابتة هي 65-TS (متلازمة عوز الأكياس الهوائية) التي تتضمن أعراضها بعد الخمج التجريبي انحناء و انفتال و قصر العظم الرصغي المشطي بالإضافة إلى تضخم مفصل العرقوب. من الأعراض الأخرى تشوه عظم الفقرات و قلة نمو و ترييش غير عادي.
تشريحيا يلاحظ في الأجنة المخموجة و النافقة الفاقسة و غير الفاقسة درجات مختلفة من التهاب الأكياس الهوائية على شكل سماكة أغشية الكيس مع احتمال تواجد كميات من نضح قليل أصفر و أحيانا يوجد قطع من مواد متجبنة حرة في الكيس.
تبدأ آفات الجيوب بإفرازات مائية من الأنف ثم تمتلئ الجيوب الأنفية تدريجيا بسائل مخاطي نقي إلى تجبني مما يؤدي إلى التورم.
تترافق الآفات الهيكلية عادة أن وجدت مع التهاب الأكياس الهوائية المومن. من الآفات الأخرى تجريبيا التهاب جراب القص و الالتهاب الزليلي للمفاصل مع حبن بطني.