ظاهرة التقزم عند الدواجن

8٬491

 تجتاح مزارع الدواجن من وقت لأخر(خاصة دجاج التسمين) ظاهرة التقزم (Stunting Syndrome) او ما يعرف بظاهرة التقزم – توقف الدجاج عن النمو، ويعزى السبب في احداث تلك الظاهرة الى الإصابة بفيروس الريو، الذي ينتقل من الأم الى الكتاكيت عموديا عن طريق البيض كما ينتقل بشكل افقي من الطائر المصاب الى الطائر السليم.

تتسبب هذه الظاهرة في إحداث خسائر اقتصاديه كبيرة للمربين خاصة ولصناعة الدواجن عامة، وقبل الحديث عن تلك الظاهرة مسبباتها وأعراضها المرضية علينا أن نعرف بعض الأشياء، التي ربما تكون خافية علينا:

  • إن تلك الظاهرة أكثر ظهورا في دجاج التسمين (الأمهات – البداري) عنها في الدجاج البياض، أي أنها مرتبطة بسلاله بعينها، نظرا لأن دجاج التسمين تم تركيبه وراثيا (الهندسة الوراثية) بأن يعطي أعلى وزن في أقل عمر.
  • أن أمهات دجاج التسمين يتم تحصينها بلقاح فيروس الريو قبل بدء إنتاجها، وعليه فأن الكتاكيت الناتجة عن تلك الأمهات لديها أجسام مضادة لهذا الفيروس؛ تحميها من الإصابة لفتري من عمرها.
  • أن فيروس الريو متواجد في الجهازين الهضمي والتنفسي للدجاج السليم.
  • أن كثيرا من الباحثين أثبتوا (بالتجارب المعملية والعدوى الاصطناعية) أن فيروس الريو هو المسئول الأول عن تلك الظاهرة، وان هناك فيروسات وبكتيريا وظروف غير ملائمة وراء احداث تلك الظاهرة بالاشتراك مع فيروس الريو

والآن نستعرض معا الصور المرضية الإكلينيكية لهذه الظاهرة لمعرفه كيفية حدوثها، والمسميات التي تطلق على كل مرحله من مراحلها:

  • تبدأ بأعراض مرضيه في صورة إسهال عند عمر 3-6 أيام من عمر الكتكوت والرغبة في التقاط الزرق للتغذية بدلا من العلف نتيجة خلل في إفراز الأنزيمات الخاصة بالتمثيل الغذائي ، وهذه الأعراض يمكن أن تحدث نتيجة الإصابة الفيروسية أو البكتيريا، أو نتيجة خلل في الحرارة أو التهوية أثناء التحصين.
  • يصبح الكتكوت المصاب ذا شكل مميز في وقفته (مكور أي كالكره).
  • وفي اليوم السابع تظهر الكتاكيت وكأنها لم تصب بشيء، وتبدو نشيطه ولديها رغبه في تناول العلف بشراهة.
  • بعد مرور أسبوع آخر يظهر الفارق في النمو بين تلك الأفراد المصابة والأخرى السليمة، وبدء ظهور الغذاء (العلف) الذي لم يتم هضمه مع زرق الأفراد ألمصابه وتلك الحالة تعرف بسوء الهضم وتظهر كذلك ظاهرة الترييش غير الطبيعي.
  • بعض الطيور المصابة يستمر في النمو، ولكن بوزن وحجم أقل من السليم، ويعرف بالكتكوت القزم أما الأفراد التي ليس لديها استجابة للنمو (توقف النمو) عند4 أسابيع من العمر ،حيث تظهر أفراد شاحبة اللون (عدم وجود اللون الأصفر المميز للمنقار والأرجل) نتيجة لعدم قدرة الطائر علي هضم الغذاء، خاصة الذرة الصفراء التي تحتوي علي مادة الكاروتين ، المسئولة عن اللون الأصفر للمنقار والأرجل
  • هشاشة العظام تظهر علي الأفراد المصابة عند عمر 4- 5 أسابيع سهولة كسر عظام الأرجل، وتنكرز رأس عظمة الفخذ نتيجة الخلل في عملية التمثيل الغذائي، مما يسهل معها عملية الكسر قرب عملية رأس العظمه.
  • التهاب المفاصل الفيروسي: المسبب الرئيسي  فيروس الريو، وهي ظاهره تصيب مفاصل الأرجل لأمهات وبداري التسمين، وتضخم التهاب الأربطة (يمكن أن تحدث نتيجة إصابة بكتيرية والميكوبلازما إلي جانب الإصابة الفيروسية) حيث تظهر أعراض العرج علي الدجاج المصاب ،مع وجود ورم في المفصل المصاب ،وألم مكان الإصابة يجعل الطائر كمن يقفز في حركته، ويفضل الجلوس علي ركبتيه، هذا بالإضافة إلي ظهور حالات مصابه ب التهاب عضلة القلب التهاب الكبد

وقد أعطي الباحثون اهتمامهم لمعرفة أي الأعضاء هو المسؤول عن إحداث ظاهرة التقزم ، وبالدراسة وجد أن البنكرياس (الغدة المسئول عن إفراز الأنزيمات الخاصة بهضم الطعام) هو العضو المسئول؛ حيث وجد بالفحص النسيجي الميكروسكوبي للبنكرياس من دجاج مصاب بالتقزم في مراحله المختلفة – انسداد القنوات البنكرياسية (التي تمر من خلالها إنزيمات الهضم) واضمحلال الخلايا المكونة لنسيج البنكرياس (تليف الكبد) مما ينتج عنه سؤ هضم

أن عملية استمرار الطائر في النمو تتوقف على مدى إصابة وانسداد القنوات البنكرياسية.

حيث إن الإصابة البسيطة للبنكرياس، وإعادة تجديد الخلايا المصابة يحتاج مدرة زمنية تقدر بأسبوعين، يعود بعدهما الطائر لسابق نموه (ولكن متأخر عن الأفراد السليمة) أما الإصابة الشديدة لتلك القنوات البنكرياسية فينتج عنها توقف الطائر عن النمو لفترة أطول الى أن يتمكن الطائر من أيجاد قنوات بنكرياسية جديدة ، تعمل على مرور الأنزيمات الهاضمة للغذاء، ينتج عن ذالك أفراد متقزمه أقل واصغر حجما من الأفراد السليمه

كما أثبتت عمليات الفحص وجود التهاب وتورم في المعدة المغذية ، مما ينتج عنه عدم القدرة علي خلط وطحن وتكسير مكونات العلف

وقد أجمع الباحثون أن هناك فيروسات أخرى وعدوى بكتيريا تؤدي مجتمعه الى ظهور تلك الحالة المرضيه.

الصور المرضية المشابهة والتشخيص المعملي

التهاب المفاصل : الذي ينشأ عن بعض المسببات البكتيريا. والعزل البكتيري مهم لمثل هذه الحالات

 نقص وعدم كفاية امتصاص الكالسيوم وفيتامين د مع استهلاك الطائر للكالسيوم من عظامه، ينتج عن ذالك عظام هشة يسهل معها كسرها من أي مكان،وعدم وجود الم في العظم

مسببات الارتباط المناعي : مثل الجمبورو- السموم الفطرية – الكوكسيديا وبعض لأصابه البكتيريا ؛ كل هذا ممكن أن ينتج عنها التقزم

الحصول على صيصان من مصادر معروفة بالجودة هو السبيل الأمثل و الأكيد لعدم ظهور هذه الظاهرة في مزرعتك. 

الوقاية والعلاج

الحصول علي كتاكيت من أمهات سبق تحصينها بلقاح فيروس الريو ولقاح الجمبورو قبل دخولها في أنتاج البيض وقياس المناعة الأمية لدي الكتاكيت لكل منهما؛ للوقوف علي مدي سلامتها إذا ما تعرضت للإصابة بأي منهما أثناء التربية.

استعمال المطهرات ذات الكفاءة العالية في تطهير دجاج التسمين، وإتباع تعليمات الرعاية الصحية أثناء تحصين الكتاكيت.

فحص الأعلاف ومكوناتها دوريا؛للتأكد من خلوها من السموم الفطرية،وإضافة مضادات فطريه وخلطها مع العلف، وإضافة مضادات السموم الفطرية للعلف والماء.

 التشخيص المبكر للحالة، عن طريق إرسال عينات للفحص المعملي عند بدء ظهور الحالة؛ لمعرفة السبب وعلاجه فورا.

عزل الأفراد المصابة أول بأول، مع التخلص من الأفراد ذوي الإصابة الشديدة.

عند نزول أعراض الإسهال علي الطيور يتم تقديم وإضافة الفيتامينات للأعلاف والماء، خاصة فيتامينات ا،د،3،ب المركب.

 إضافة مضادات الكوسيديا للعلف، والتأكد من جفاف الفرشة، والتأكد من عدم إصابة الكتاكيت بالكوسيديا بالفحص الدوري للأفراد النافقة.و إضافة الكلس الفسفوري للعلف.

بفضل تحصين كتاكيت الأمهات بلقاح فيروس الريو عند عمر 6أيام (الجرعة الأولي) بدلا من إعطائها في عمر يوم (مع لقاح الماريك) وذالك للحصول علي أجسام مناعية بصوره جيده مع أعمارها الأولى.

 إتباع نظام (All-out&All-in ) في بيوت تربية دجاج التسمين.

 استعمال بيض مخصب للتفريخ ناتج من أمهات غير مصابه بالريو.

مما تقدم بيانه يتضح أن ظاهرة التقزم التي تصيب دجاج التسمين تتسبب في إحداثها أكثر من مسبب (عامل ) مما ينتج عنه تفاوت في الأوزان والأحجام للعمر الواحد من الدجاج؛ لذا فأن فيروس الريو المتهم برئ الى أن تثبت إدانته بالتشخيص والفحص المعملي للحالة منذ بدايتها، حيث يحدد التشخيص: هل الإصابة وارده من الأم ؟ أم أنها عدوي بيئية (من أفراد أخذت الإصابة أثناء فترة التربية،وانتقلت إلي أخري سليمة ).


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.