ظاهرة النقر أو الافتراس
الافتراس هي عبارة عن ظاهرة يمكن مشاهدتها لدى الدجاج بجميع الأعمار ومن الممكن أن تصبح مشكلة خطيرة إذا لم يتم معالجتها بسرعة, وهذه الظاهرة أكثر خطورة عندما تكون الطيور محجوزة ضمن حظائر مغلقة وبإعداد كبيرة تفوق مقدرة الحظيرة الاستيعابية. وغالبا ما تبدأ هذه الظاهرة بشكل خفيف نتيجة عيب من العيوب ولكن سرعان ما تصبح ظاهرة خطيرة تؤدي إلى نفوق أعداد كبيرة من الطيور.
هنالك مجموعة من العوامل والظروف التي تلعب دور بإحداث الظاهرة ولكن من غير المفهوم حتى هذه اللحظة السبب وراء المقدرة على ضبط هذه الظاهرة ببعض الحالات وعدم المقدرة على ضبطها بحالات أخرى. |
يمكن أن تبدأ الظاهرة بنقر الأصابع أو مقدمة الأصابع لدى الصيصان الحديثة الفقس أو نقر الريش لدى الطيور النامية أو نقر الرأس والذيل والبطن لدى الطيور البالغة. على جميع الأحوال يصعب تميز الأعراض المبكرة لهذه الظاهرة.
الأسباب الممكنة لحدوث الظاهرة
- تربية أعداد كبيرة من الطيور بمساحة صغيرة (ارتفاع كثافة الطيور بوحدة المساحة).
- ارتفاع درجة الحرارة ضمن الحظيرة عن الدرجة الطبيعية.
- وجود الصيصان الصغيرة الحجم والضعيفة وخصوصا تلك التي تكون ذات ريش ملون أو ريش سهل التساقط وغير منتظم.
- الإضاءة الشديد أو الإضاءة بألوان تثير الطيور.
- قطع الطعام أو المياه عن الطيور لفترة محددة.
- تغذية الطيور على أعلاف فقيرة بالعناصر المعدنية والأحماض الأمينية.
- ترك الطيور النافقة على أرضية الحظيرة لفترة طويلة.
- نقص أو غياب أعشاش البيض (الدجاج البياض) المصمصة بشكل سليم.
- الخلل الغذائي و الحاجة الى العناصر المعدنية المختلفة.
يمكن ان يكون النقر في القطيع ناتج عن مجموعة من الاسباب و ليس لسبب وحيد و لذلك لابد من تدارك جميع اسباب النقر لنجاح العلاج.
المعالجة
بغض النظر عن السبب, هنالك بعض الطرق التي يجب إتباعها لتجنب ظهور هذه الظاهرة. ومن أهم الطرق التي يجب إتباعها للتخلص أو للتحكم بالظاهرة هو قص المنقار. بالنسبة للطيور التي تربى ضمن حظائر منخفضة الإضاءة ليست هناك حاجة لقص المنقار أما بالنسبة للطيور المرباة ضمن حظائر مضاءة بضوء النهار فيجب قص منقارها أما عند الفقس أو خلال الأسبوعين الأوليين من الفقس. حيث يساعد قص المنقار على الإقلال من ظاهرة نقر الريش التي تتطور غالبا إلى الافتراس.
يتم قص المنقار باستخدام تقنية القص الساخن (القص و الكوي) لصيصان البياض بعمر (5-10) أيام حسب السلالة و حسب نصائح الشركة الموردة للصوص. و يستعاض عن قطع المنقار بكوي مقدمة المنقار العلوي (سن البيض) بواسطة نصل مسخن مما يسهم بترك قاعدة ناعمة لمقدمة المنقار العلوي (الجزء العلوي من المنقار) وهذا يسهل على الطيور تناول الأعلاف بشكل أفضل, ومع الزمن تنخفض مقدمة المنقار العلوي بدون إحداث ضرر ظاهر على الصوص حيث يسبب ذلك ترك منقار علوي قصير مع منقار سفلي طبيعي (الجزء السفلي من المنقار).
من الامور الهامة في العلاج خفض الكثافة العددية للطيور في أرض الحظيرة و أعطاء الطيور مساحة أكبر من مساحة الحظيرة حيث يمكن للطيور الضعيفة الافلات من الطيور الشرسة التي أكتسبت ظاهرة الافتراس.
- العمل على عزل الطيور التي تبدي علامات الأفتراس اذا كان الامر ضمن المستطاع و باعداد قليلة؟
- عزل الطيور التي تعرضت للنقر و الافتراس لان منظر الدم يثير مزيد من الطيور للنقر و الافتراس مما يزيد من تعقيد الحالة و ينهي حياه تلك الطيور.
- معالجة الطيور بمركب من الأحماض الأمينية والمعادن عن طريق مياه الشرب يعطي نتيجة إيجابية.
- الإقلال من شدة الإضاءة يلعب دور قوي في التخفيف من ظاهرة النقر و بشكل كبير ببعض الحالات التي نتجت أصلا عن شدة الإضاءة.
- الإسراع إلى عزل الطيور المصابة مباشرة لان وجودها يثير الطيور الأخرى و يشجع بقية الطيور على بدء الافتراس.
- دهن المناطق المصابة للطيور بالصبغة الزرقاء.
- ضبط حرارة الحظيرة يساعد أيضا في التخفيف من ظاهرة النقر و الافتراس.
- يساعد وضع قطع شريط ملون في الحظيرة إلى لفت انتباه الصيصان إلى الشريط والابتعاد عن الافتراس (تجربة حقلية).
- في جميع الحالات السابقة تعتبر العوامل الغذائية وشروط الإيواء والتربية هي المسببات الرئيسية للحالات المرضية كما ان هناك العديد من الأمراض الناتجة عن سوء الرعاية والتغذية التي لم نتطرق إليها في هذا الموضوع والتي سنتناولها بالمواضيع القادمة.
مما ورد يمكن الاستنتاج ان الإلمام بشروط التربية الجيدة والتغذية المتوازنة يلعب الدور الكبير في الوصول إلى الهدف المرجو في نهاية الدورة الإنتاجية.