عدوى المايكوبلازما التنفسية

2٬890

المرض التنفسي المزمن والتهاب الجيوب المعدي

المايكوبلازما غالي سيبتيكوم هي غالبا ما تكون مسؤولة عن المرض التنفسي المزمن (متعدد المسببات الجرثومية) عند الدجاج والرومي، وعادة ما يترافق المرض مع تورم الجيوب تحت الحجاجية وتسمى في هذه الحالة (التهاب الجيوب المعدي)، تصيب هذه الأمراض الدجاج والرومي حول العالم، مسببة واحدة من أكبر الخسائر الاقتصادية في العمليات التجارية الكبرى، وعادة ما تلاحظ عند الأفواج غير التجارية. ويرى هذا المرض بشكل اعتيادي عند طيور الدارج والحجل والطاووس والحمام والبط والاوز والببغاء،الطيور المغردة تكون غالبا مقاومة للمرض، على الرغم من أن المايكوبلازما غالي سيبتيكوم تسبب التهاب الملتحمة عند العصافير في البيوت البرية (وبعض الأنواع المشابهة الأخرى) في أمريكا الجنوبية.

المايكوبلازما غالي سيبتيكوم هي النوع الأكثر إمراضية عند الطيور، مع أن الاختلاف الكبير بين العترات يبين لنا المدى الواسع لحساسية المضيف والفوعة والأعراض السريرية والاستجابة المناعية. البروتينات الغشائية المتكاملة السطحية (سريعة الالتصاق) التي تهاجم مستقبلات خلايا جسم المضيف ممهدة للاستعمار والعدوى تعتبر من العوامل الاساسية للفوعة المرتبطة بالاختلاف الأنتيجيني الواسع والمراوغة المناعية.

الوبائية وطرق انتقال العدوى

تنتقل المايكوبلازما غالي سيبتيكوم عموديا عبر بعض البيوض (النقل المبيضي) من الأمهات إلى النسل (الصيصان)، وتنتقل ايضا أفقيا من خلال الرذاذ الجوي المعدي، ومن خلال تلوث العلف أو الماء والبيئة بالاضافة إلى النشاط البشري على مستوى الألبسة (الأحذية، المعدات إلخ).

يمكن أن تكون العدوى كامنة في بعض الطيور لأيام أو شهور، ولكن عند إجهاد الطيور الحاملة للعدوى الكامنة تظهر العدوى بسرعة وتنتقل افقيا من خلال الهواء عبر الجهاز التنفسي فيظهر بعدها المرض بالمظهر السريري عبر الفوج. تنتقل العدوى من فوج لأخر بسهولة بطريقة التماس  المباشر أو غير المباشر عند حركة الطيور او الناس أو المعدات والملابس من الأفواج المصابة لأفواج حساسة للعدوى. هناك خزانات عدوى للمايكوبلازما غالي سيبتيكوم في الولايات المتحدة وهي الأفواج غير التجارية (المرباة في الفناءات الخلفية)، الدجاج البياض بأعمار مختلفة، وبعض أنواع الطيور المغردة التي تطير في الأجواء.

الادارة الجيدة وإجراءات الأمان الحيوي هما الضمانان الأهمان لعدم وصول عدوى المايكوبلازما غالي سيبتيكوم للدواجن المعدة للانتاج التجاري من المصادر المذكورة سابقا أو غيرها. لا نستطيع تحديد مصدر العدوى عند حدوث الكثير من الأوبئة. يمكن للأمور التالية تسهيل العدوى أو انتقال أو المرض بهذه العترة من المايكوبلازما: الجو البارد، نوعية الهواء السيئة أو الزحام الأمراض المرافقة أو اللقاحات الفيروسية الحية.

تعتبر مخاطية الملتحمة والجيوب والممرات الأنفية والرغامى هي الأكثر حساسية للاستعمار والاصابة. لكن في الأمراض الشديدة والحادة قد تتضمن العدوى أيضا القصبات والأكياس الهوائية وبين الحين والأخر الرئتين. ولدى إصابة الطائر فإنه يبقى حاملا للعدوى مدى الحياة. وهناك تفاعل ملحوظ ما بين (الأمراض متعددة الجراثيم) مع الفيروسات التنفسية والاشيريشيا كولي والمايكوبلازما غالي سيبتيكوم في شدة وامراضية (المرض التنفسي المزمن).

الاعراض المرضية

تكون العدوى عند الدجاج خفية أو تسبب مستويات مختلفة من الشدة التنفسية، مع لهاث خفيف أو ملحوظ، صعوبات في التنفس، سعال مع أو بدون عطاس. تكون الإمراضية مرتفعة ولكن الموت منخفضا في الحالات غير المعقدة. يمكن ملاحظة المفرزات الأنفية والتهاب الملتحمة مع التزبد (ظهور الزبد) حول العينين. يكون المرض أكثر شدة في الدجاج الرومي أكثر من الدجاج والتوزم في الجوب الحجاجية يكون شائعا أيضا.

تنخفض الكفائة الغذائية واكتساب الوزن. دجاج اللحم التجاري والرومي المعد للبيع قد يعانيان من الرفض الشديد في التوضيب بسبب التهاب الأكياس الهوائية. أما في الأفواج البياضة، قد تفشل الطيور بالوصول إلى ذروة إنتاج البيض وتكون نسبة إنتاج البيض العام تكون أقل من الطبيعي.

الاصابة بالمايكوبلازما غالي سيبتيكوم غير المعقدة عند الدجاج تسبب التهاب جيوب نزلي معتدل، التهاب الرغامى والتهاب الاكياس الهوائية.

أما العدوى بالاشريكية القولونية فغالبا ما يسبب سماكة وعكارة أكياس هوائية شديد متزامن مع تراكمات نضحية والتهاب التامور الالتصاقي والتهاب محفظة الكبد التليفي. أما عند الدجاج الرومي فقد يتطور إلى التهاب جيوب أنفية مخاطي قيحي، ومستويات مختلفة من التهاب الرغامى والتهاب الأكياس الهوائية. بالفحص المجهري يظهر الصفائح المخاطية المصابة التي تكون سميكة ومتنكرزة ومفرطة القرن ومرتشحة بخلايا التهابية. الصفائح المخاطية الخاصة تحتوي على مناطق من نقص التنسج اللمفاوي مع تكون جنيني مركزي.

التشخيص

تاريخ الحالة والأعراض السريرية والآفات الجسيمة قد تكون مرشحة للاشتباه بالاصابة بالمايكوبلازما غالي سيبتيكوم، تستخدم الفحوص المصلية واختبار التراص والاليزا عادة لمراقبة الحالة وتشخيصها. اختبار منع التراص الدموي من أجل تثبيت التشخيص وذلك بسبب حدوث بعض حالات ردود فعل التراص الزائفة، وخاصة بعد الحقن باللقاحات المعطلة الزيتية أو المعلقة أو الاصابة بالمايكوبلازما سينوفي.

يجب أن تعزل المايكوبلازما غاليسيبتيكوم من المسحات المأخوذة من الجيوب الحجاجية، والمفرزات العكرة الأنفية، شق المنعر، الرغامى، الأكياس الهوائية، الرئتين، أو الملتحمة. يكون العزل الأولي بمنبت المايكوبلازما الذي يحتوي 10%-15% من مصل الدم. تستعمل المستعمرات على الآغار للتعرف على العترات من خلال الومضان المناعي باستخدام الأجسام المناعية الخاصة لكل نوع.

اختبار البي سي آر يستطيع أيضا أن يستعمل لاكتشاف الدي إن آ التابع للمايكوبلازما غالي سيبتيكوم باستخدام مسحات مأخوذة من المواضع المصابة مثل (المنعر، الجيوب، الرغامى، والكيس الهوائي) أو ما بعد نموها على الوسط الزراعي.

عزولات المايكوبلازما يجب أن تحدد تبعا للعترة، لأن الطائر يمكن أن يكون مصابا بالمايكوبلازما غير الممرضة. العدوى بالاشريكية القولونية والنيوكاسل وانفلونزا الطيور والأمراض التنفسية الأخرى  مثل (التهاب القصبات المعدي عند الدجاج) يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند التشخيص التفريقي للتعرف عليها لكونها محرضة أو مساهمة بالمرض.

العلاج والتحكم والوقاية

معظم عترات المايكوبلازما غالي سيبتيكوم تكون حساسة للعديد من المضادات الحيوية واسعة الطيف بما فيها التايلوزين التتراسيكلينات التي عادة ما تستخدم ومضادات أخرى غير البنسلينات كون الأخيرة تؤثر في الغشاء الجرثومي.

عادة ما يستخدم التايلوزين أو التتراسيكلين للتقليل من انتقال العدوى عن طريق البيض أو كعلاج وقائي للحد من المرض التنفسي عند الفروج والرومي.

قد تحد المضادات الحيوية من الأعراض السريرية والآفات ولكنها لا تزيل العدوى تماما. اللوائح الخاصة باستخدام المضادات الحيوية في الحيوانات المعدة للغذاء تتطور بسرعة وينبغي طلب الاستشارة قبل استخدامها.

تعتمد الوقاية بشكل كبير على انتقاء الدجاج من مزارع خالية من عدو ى المايكوبلازما غالي سيبتيكوم. إزالة العدوى بالمايكوبلازما غالي سيبتيكوم عند أفواج التربية من الدجاج والرومي في الولايات المتحدة قد وصل إلى حدود متقدمة بسبب برامج التحكم المتخذة من قبل خطة تطوير الدواجن الوطنية.

والبرنامج الوقائي الأكثر فعالية هو انتاج أفواج تربية خالية من المايكوبلازما غالي سيبتيكوم، تدار ويحافظ على سلامتها تحت إجراءات سلامة حيوية جيدة لمنع وصول المرض، بالاضافة إلى مراقبة منتظمة تتضمن فحوصا مصلية وتأكدا مستمرا بخصوص خلو هذه الأفواج من المرض.

في الأفواج غالية الثمن يكون علاج البيض بالمضادات الحيوية أو الحرارة مستخدما للتخلص من العدوى العمودية (عن طريق البيض) للسلالة الجديدة. لا يعتبر العلاج طويل الأمد أسلوب تحكم ناجع ولكنه يجدي في حالات إصابة الأفواج الإفرادية وليست المعممة.

الدجاج البياض الخالي من المايكوبلازما غالي سيبتيكوم مرغوب بشدة، ولكن العدوى التي تحدث في المزارع ذات العمر المختلف للبياضات فإجلاؤهم غير مجد بل هو مشكلة. اللقاحات غير الفعالة الزيتية أو المستحلبة موجودة وتساعد على الوقاية من الخسارة في انتاج البيض ولكن ليس العدوى.

لقد تم ترخيص اللقاحات الثلاثة الحية (العترة f ، ts-11،6/85 ) للاستخدام في الأفواج النامية لتقديم بعض الحماية خلال مرحلة وضع البيض ويمكن أن تستخدم في بعض المناطق بعد أخذ اذن طبيب الولاية البيطري. العترة f منخفضة الضراوة عند الدجاج ولكنها عالية الفوعة عند الرومي. تبقى الأفواج الملقحة بهذه العدوى ناقلة للعترة F، وتبقى المناعة خلال موسم البيض. عترة اللقاح ts-11 واللقاح 6/85 اقل ضراوة، وتمنح أفضلية تحسين السلامة للطيور غير المستهدفة، وهي مستعملة بشكل واسع عند الطيور البياضة التجارية. ويتم تسويق اللقاح المختلط التجاري (جدري الطيور + المايكوبلازما غالي سيبتكوم) اليوم في الأسواق.


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.