مساكن و حظائر الدواجن
تعريف مساكن الدواجن: هي الأماكن التي تأوي إليها الدواجن لحمايتها من الظروف المختلفة والأعداء الطبيعية وتوفر لها الشروط البيئية المثلى لتعطي أفضل إنتاج، نظرا لأن الدواجن من ذوات الدم الحار ويتطلب المحافظة على درجة حرارة جسمها وأعضاءها الداخلية بشكل ثابت ومتجانس.
كيف تطورت حظائر الدواجن:
- القن: في البدء اعتبرت تربية الدواجن كنشاط ثانوي للمزرعة تربى بأعداد صغيرة في مسكن صغير مبني بشكل قبة يدعى (القن) يبنى إما من الطين أو الحجارة أو ألواح خشبية أو الصفيح قرب الحقل أو قرب المنزل ويتسع لبضع طيور تسرح نهاراً وتأوي إليه مساءً، تفرش أرضيته ببعض القش ويجهز بوعاء للماء ووعاء أخر للعلف ويزود بفتحة لدخول وخروج الطيور.
- المساكن الثابتة: ما لبث أن تطور القن إلى أبنية صغيرة من الخشب أو الطين والأسمنت ذات أبواب ونوافذ تتسع لعدد أكبر من الطيور (200 – 300 ) طير نظرا لأن التربية ورعاية الدواجن مريحة وسهولة تربيتها مقارنة بالحيوانات الأخرى، وغالبا ما تجهز هذه الأبنية بما يخدم رعاية الدواجن من معالف ومناهل وأعشاش بيض ومجاثم ولكن بشكل بدائي.
- المساكن المتنقلة: طُورت تبعا لرغبة الفلاح وتنقلاته و أراءه في تغيير المساكن لها وهذه المساكن المتنقلة لها نفس تصميم المساكن الثابتة إلا أنها تصنع من الخشب المصفح ومزودة بعجلات كي تُقطر أو تسحب من قبل الجرار أو الشاحنة لتنقل من منطقة لأخرى بسبب رائحتها أو بغية الاستفادة من الأرض التي تحتها أو بغية الاقتراب من مصادر الطاقة والمياه.
- الحظائر ذات المسارح: هي عبارة عن مساكن أوسع من الثابتة ولكن إضافة إلى الأبنية المنشأة كحظائر للدواجن فقد خصصت مساحة من الأرض لزراعة المحاصيل المختلفة لتغذية الطيور وغرس بعض الأشجار المتساقطة او دائمة الخضرة لترعى تحتها الطيور أو تحتمي بها والجدير بالذكر أن أعداد الطيور المرباة في هذه الطرز من المساكن بقيت محدودة، تسور المساحة الأرضية بسور وتكون الأرضية ترابية وتجهز بمعالف ومشارب وتجهيزات أخرى تسرح الطيور في المسارح وتعود لتأوي في الأبنية ليلاً أو الظروف البيئية الصعبة.
- المساكن ذات التربية المكثفة: نظراً لتقدم صناعة الدواجن والتخصصات في إنتاجها فقد تطورت تقنية إنشاء الحظائر وأنواعها تبعاً للإنتاجية والنشاط الداجني وقد توسعت الحظائر إلى مساحات واسعة مؤلفة من طابق واحد أو عدة طوابق تقطن فيها الطيور بشكل مستمر بأعداد كبيرة طوال فترة الإنتاج.
- قد يكون نظام الحظائر مفتوحاً كحظائر عادية كبيرة ومزودة بنوافذ وأبواب غير معزولة عن الوسط الخارجي بشكل تام وتصلح للمناخ المعتدل أو قد يكون نظام بناء الحظائر مغلقاً بدون نوافذ ومعزولاً عزلاً تاماً عن الوسط الخارجي بحيث يمكن التحكم بالظروف البيئية الداخلية للحظيرة من إضاءة وحرارة ورطوبة وتهوية بواسطة أجهزة مخصصة لذلك، كما أن تزويد العلف والماء وجمع الزرق يتم ألياً أو نصف ألي، وتبنى الحظائر من الاسمنت أو الحجر أو مواد مسبقة الصنع ذات عزل عالي وتصلح للتربية ذات المناخ المتبدل في الشروط البيئية من حرارة ورطوبة وإضاءة وقد خصص هذا النموذج من الأبنية لتربية الدواجن بأعداد عالية وبشكل مكثف وتتم جميع عمليات الرعاية والإنتاج داخل الحظائر آلياً ويعتمد عليها حالياً في صناعة الدواجن.
- ستدرس هذه المنشآت وبشكل منفصل تبعاً للنشاط الداجني المخصص ضمن الشروط والمواصفات المناسبة بعد أن يعرف أنواع الدواجن التي ستربى فيها.
الدعائم الأساسية للوسط المحيط:
إن نوعية حظائر التربية المبنية خصيصاً لرعاية الدواجن هي التي تحدد نجاح التربية والإنتاجية مهما يكن غرض إنتاج الدواجن.
إن الواقع العلمي والتقصي الميداني والتقارير في نشاطات التربية المختلفة وضحت الدور الرئيسي للوسط المحيط والعوامل المتعلقة به للحفاظ على الحيوانات بصحة جيدة وللعمل على نتائج تربية حيوان مثالية تعكس ما تحمله من مدخرات وراثية تترجم إلى إنتاجية بشكل أمثل.
إن كل تجاوز لمدى الراحة الحرارية للدواجن يؤدي إلى اضطرابات تؤثر على التوازن الفيزيولوجي للطيور وتؤثر على حالته الصحية وتؤثر على مردوده الإنتاجي.
إن الطيور المعدة للإنتاج المكثف تتطلب الراحة الحرارية في مجال حياة الطيور وليس في منطقة المربي.
إن إدارة هذه العوامل بشكل جيد يعطي نتائج لشروط وسط محيط مثالي ينعكس على مردود وإنتاجية القطيع المربى تبعاً للظروف المناخية ونوعية البناء وكثافة ووزن الطيور المرباة.
من العوامل السابقة هناك خمسة عوامل اكثر أهمية وتأثيراً على حالة الطيور وصحتها ومردودها الإنتاجي هي:
- الحرارة: يجب أن تضبط الحرارة تبعاً لعمر الدواجن وبشكل ثابت نوعاً ما بدون أن ترتفع وتنخفض بشكل كبير، وإنه من الأهمية الإشارة إلى أن إنجاح تربية ورعاية الدواجن يتطلب ضبط مثالي لدرجات الحرارة لاسيما خلال الأسابيع الأولى حيث يكون ترييش الطيور غير مكتمل بعد ويتوجب تحاشي:
- التباين الكبير في التفاوت الحراري وعدم تجاوزه عن 5 درجات مئوية خلال 24 ساعة
- اختلافات شديدة وفجائية ناجمة بشكل رئيسي عن سقوط الهواء البارد خلال الجدران الجانية للحظائر.
- ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير وخاصة في نهاية مرحلة تربية القطيع.
- الرطوبة: إنه عامل مهم ويلعب دوراً كبيراً في منطقة الراحة الحرارية أي تسهم بشكل أو بأخر في راحة الدواجن.
- ففي الجو الجاف والحار ينخفض الفقدان الحراري بالتوصيل كما أن المحافظة على الحرارة تتم بشكل التبخر المائي المتزايد من خلال الرئتين.
- أما في الجو الجاف البارد يكون التحويل الحراري بالتوصيل في حدوده الدنيا بفضل الترييش على جسم الطيور.
- في الجو الرطب الحار أو البارد فإن الطيور تتعرض لمصاعب كبيرة في المحافظة على درجة حرارة جسمها بشكل ثابت أي تتعرض لمشاكل في ضبط حرارة جسمها كما أن رطوبة الهواء تؤثر أيضاً في حالة الفرشة وكثافة وطبيعة الغبار المعلق بالهواء داخل الحظيرة.
كما أن مدة حياة البكتريا معتمدة أيضاً على نسبة الرطوبة، وأيضاً في حالات خاصة استهلاك واهتراء البناء والمواد المستخدمة في الرعاية من تجهيزات تعتمد أيضاً على نسبة الرطوبة.
وعندما لايكون هدر ماء الشرب من المشارب ولا من تكاثف الهواء و لا صعود الرطوبة من التربة أو رشح من أي مصدر فإنه يمكن تقدير حوالي 4غ رطوبة مائية لكل 1 كغ وزن حي في الساعة حتى نستطيع المحافظة على نسبة رطوبة أقل من 70% في الحظيرة.
إن التهوية ضرورية لطرح هذه الرطوبة من الحظيرة، ففي المناخ الرطب البارد من الصعوبة الوصول لطرح مثالي من الرطوبة في الحظائر.
- حركة الهواء: إن حركة الهواء تؤثر على الراحة الحرارية للطيور لأنها تتدخل في مدى الفقدان الحراري عن طريق التوصيل فقد تكون حركة الهواء طبيعية بسرعة وحركة الهواء ذاتياً أو محرضة بحركة الهواء بمساعدة تجهيزات خاصة.
- إن حركة الهواء 0.1 م/ثا يوصف بأنه ساكن لطير بعمر أقل من 4 أسابيع، ويمكن أن تصل إلى 0.2 – 0.3 م/ثا لطير مكسو بالريش بشكل طبيعي وأكثر من هذا الحد فإنه يدعى هواء منعش للطيور، وهذه السرعة للهواء يُنظر إليها بطريقة مختلفة تبعاً لـ :
- النوع الداجن
- نوعية الترييش ونوعية الفرشة
- رطوبة الهواء المحيط
- الحرارة إن كانت مناسبة أم لا
عندما تكون سرعة الهواء بمعدل 0.1 م/ثا فإنها تؤثر بشكل منعش ويبرد الطيور الفتية بحوالي 2 مْ، بينما يخفض درجة حرارة الطيور البالغة بحوالي 1.2 – 1.5 مْ.
عندما تكون حركة الهواء أقل من 0.1 م/ثا فإن التنظيم الحراري يصبح صعباً.
- الفرشة والأمونياك: إن نوعية الفرشة تؤثر في الإنتاجية للطيور لأنها تلعب دور عازل للمحافظة على درجة حرارة الوسط المحيط وهكذا فإن سماكة الفرشة بمقدار 10 سم تقريباً (6 كغ/م)² يعادل معامل عزل K= 0.6 كما يعزل الدواجن حرارياً عن الأرض حيث يقلل من الفقد الحراري بالتوصيل وخاصة من الأطراف وفي منطقة الصدر عندما تكون عارية أو رطبة وعلى تماس مع الأرض.
كما أن الفرشة تسمح بحماية الطيور من جروح الصدر عندما تكون الطيور على تماس مع الأرضية.
عندما تتجول الطيور أو ترتكز على فرشة رطبة فإن هناك فقدان حراري كبير من الأطراف والصدر وبشكل نسبي يعادل الفرق بين درجة حرارة الطيور ودرجة حرارة الأرضية ورطوبتها.
إن طرح الفضلات يؤدي إلى تراكمها في الفرشة خلال التربية كما أن محتواها من الآزوت يكون مرتفع وذلك تبعاً للنوع. بعد 3 أسابيع من الرعاية فإنها تؤلف كتلة ضخمة من المواد العضوية القابلة للتخمر بسهولة. وتشير الدراسات إلى ان إنتاج الأمونياك مشروط بنسبة الرطوبة ودرجة الحرارة التي تشجع على التخمرات، إذ تصل لمستواها الأعظمي عند درجة PH قلوية بشكل ضعيف أي 7.8 – 8.8 ويتواجد الزرق على الفرشة أو ضمنها.
إنما شرط البكتريا التخمرية يزداد بالتخمرات الهوائية عندما تكون درجة حرارة السطح الخارجي للفرشة أكثر من 20 – 22 مْ وعندما تصل إلى 35 مْ يظهر المفعول المعقم وانخفاض إنتاج الأمونياك وكذلك هو الحال في التخمرات اللاهوائية.
إن الرطوبة النسبية في الهواء تشجع تفتيت المادة الآزوتية في السطح، فإذا كان الهواء شبه مشبع فإن الفرشة تصبح رطبة بشكل كبير والتخمرات تخف بشكل كبير، إن نسبة الرطوبة في الفرشة تنتج الأمونياك وبشكل كبير يعادل 20 – 40 %.
إن الغازات وخاصة الأمونياك يؤثر على الكائن الحي في عدة مواقع منها:
تخريش النسيج المخاطي في المجاري التنفسية وعندما تتعرض الدواجن لمدة 3 أيام أو أكثر في جو يحمل أمونياك بنسبة 30 PPM فإن الطيور تبدأ بالسعال والعطس بسبب التحريض التخريشي للغاز ولهذا يجب تهوية الحظيرة.
في التربية المكثفة ينتج كمية كبيرة من الأمونياك وخاصة في فصل الشتاء حيث يكون الهواء الداخلي رطب والتهوية محدودة بشكل طوعي للمحافظة على حرارة مناسبة واقتصادية تقلل من تكلفة الطائر.
يحاول بعض المربون التحكم بدجة حرارة الحظيرة أقل من 20 مْ بغية أن تكون الحرارة مقبولة للطيور تجنباً لتوليد الغازات من الفرشة بفعل التخمرات لكن هذا يزيد من استهلاك العلف.
كما أن هناك حلولاً أقل كلفة لمنع انتشار الغازات منها عدم تحريك الفرشة بعد 3 أسابيع من التربية كي يحد من انتشار الغازات، أو إضافة طبقات من الفرشة تحد من التخمرات الهوائية واللاهوائية كما أن استخدام السوبر فوسفات 100 – 200 غ/م² مرتين أسبوعيا يحد من انتشار الغازات.
الجدير بالذكر عند الراحة الحرارية الفيزيولوجية للطيور يلاحظ على الطيور ما يلي:
- انتشارها في جميع أنحاء المسكن بشكل متجانس.
- الطيور نشيطة و تأكل وتشرب يشكل جيد.
- حيوية وحركية الطيور منتظمة وليست بشكل متقطع.
- شدة الضغط التنفسي المؤدي للصراع أيضاً ينخفض، أما عندما تتجاوز حرارة الوسط المحيط بشكل مفاجئ فإن سلوكية الطيور تتغير حيث أن الطيور الثقيلة والأكثر اكتنازاً بالدهون فترتفع وتيرة التنفس فتفتح منقارها وأجنحتها وتبحث عن أماكن مهواة بشكل جيد وينخفض استهلاكها العلفي للحد من الأكسدة وتوليد الطاقة في جسمها.
أما عندما تنخفض درجة الحرارة عن الحد الحرج البارد فإن الطيور تنفش ريشها وتفتش عن مناطق هادئة ذات فرشة جافة بعيداً عن سريان الهواء وتستهلك كمية أكبر من العلف وتعيش ضمن جماعات متلاصقة ومتراكمة لتدفئة بعضها البعض.
بعد البحث والتمحيص في أهم المشاكل التي تتعرض لها الطيور خلال التربية يمكن إيجاز هذه المشاكل بمايلي:
- مكان بناء الحظيرة.
- نوعية الأرض.
- العزل الحراري.
- احكام اغلاق الفتحات والشقوق.
- الحجم المخصص للطير.
- ارتفاع ونموذج فتحات التهوية.
- ميل السقف وارتفاعه.
- هيكل الجوانب ونوعية التهوية.
- اجهزة تنظيم التهوية.
- نوعية التجهيزات المستخدمة في التربية (معالف ومشارب)
كيف يمكن أن نخطط لبناء مساكن وحظائر ومنشآت:
قبل الدخول في عملية تصميم مسكن الدواجن سواء لتربية الدجاج أو دجاج الحبش أو الطيور المائية أو الحمام أو طيور الزينة أو الأرانب لابد من معرفة ماهي الأسس أو الخطوط العامة لإنشاء مزرعة الدواجن أي معرفة كيفية وشروط اختيار الموقع الذي ستنشأ عليه المزرعة ثم كيفية بناء المنشأت والحظائر والأبنية الملحقة.